fbpx
الحبيب المشهور ووداعية الدموع!

بعد حياة حافلة بالعطاء .. مليئة بالحب وفعل الخير أنتقل وبشكل مفاجئ إلى رحمة الله تعالى رجل الدين والبر فضيلة العلامة السيد محمد بن علي المشهور صبيحة وتم تشييعه إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه مدينة أحور ظهيرة يوم الاثنين في موكب جنائزي مهيب لم تعرف أحور مثيلا له طيلة تاريخها.

نعم رحل الحبيب المشهور وتم توديعه من قبل الآلاف الذين توافدوا على المدينة منذ مساء الأحد قادمون من كل المحافظات ومن خارج الحدود ، موكب تشييع الحبيب كان مليئا بالحضور ولكن الأبرز حضورا فيه هو الدموع .

دموع الوداعية تواجد على خدود الكبار والصغار ممن حرصوا على الحضور والمشاركة فهناك شيخا وقورا تنساب دمعاته بغزارة من عينيه مستقرة على لحيته البيضاء وهناك شابا قبليا حاملا بندقيته الآلية على كتفه ومتمنطقا  خنجرا ومسدسا ورابط خصره بحقيبة جلدية على تحمل كميات أضافية من الذخيرة منزويا بعيدا نوع ماء عن الجمع يبكي الحبيب يغزر لا يضاهى وعلى الجانب الآخر طفلا صغيرا يبكي بحرقة وبرآه شديدتين وكأنه يبكي أحد والدية.

مشهد الدموع كان حاضرا في التشييع بقوة ولكنه كان أكثر حضورا في كل منازل مدينة أحور والقرى المجاورة لها والقرى البعيدة كذلك وفي كل تجمعات البدور الرحل وفي المدارس والجوامع والمرافق الحكومية هناك.

بكت  أحور وشيوخها وأطفالها ونسائها بكاء مريرا في وداعية المشهور لا لشي إلا لأنه مثل لهم جميعا بمثابة الأب الحنون عليهم واليد الممدودة لهم في كل الأوقات .

في رحيل الحبيب اتشحت المدينة الباسمة دائما في وجود حبيبها الأول بالسواد وارتدت ثوبا أسودا معبرة  ومن فيها من كافة شرائح المجتمع عن حزنها الشديد على رحيل واحد من أعظم الرجال الذين عرفتهم منذ ولادتها ورؤيتها النور لأول مره في حياتها قبل مئات السنين.

كل مسكن في قرى أحور وبعض قرى شبوة والبدو الرحل ناحت فيه نائحة وسقطت دمعة ، كل مكان وصلت أليه أيادي الحبيب البيضاء حزن وأدمع .

أيدي الحبيب المشهور البيضاء وصلت إلى أماكن بعيدة عبر تنفيذ مشاريع خيرية عجزت الدولة منذ زمن طويل عن تنفيذها فمشاريع الخير الإنسانية في مجالات عدة كالمياه والطرقات والمعونات الغذائية والمادية والجوامع ستضل شواهد حيه على ما قدمه الحبيب خلال حياته الحافلة بالعمل والعطاء والخير وأنفق عليها من حر ماله أ و أموال جمعية أحور الخيرية .

اما مدينة أحور التي سكنته قبل إن يسكنها وأحبها وأهلها أكثر من حبه لنفسه وعائلته فقد كان وما يزال حزنها أكبر وأعظم من إن يوصف ، حزن منظور بجلاء في كل الوجوه والأماكن .

نعم رحل الحبيب محمد علي المشهور عن الدنيا الفانية ولكنه سيضل كما كان وأكثر ساكنا القلوب ، نعم مات الحبيب المشهور ولكنه لم يمت من ذاكرة من عرفه وعايشه وتعامل معه ولمس أفعاله الخيرة بل سيضل حيا دائما فينا وستضل إعماله الإنسانية المشهودة حديث الناس على المدى الطويل وستضل سيرته العطرة على الألسن طويلا طويلا .

ألف رحمه الله عليك وأسكنك خالقك خير مساكنه إنا لله وإنا إليه راجعون .