fbpx
أشعث أغبر فلم يأبهوا له !!
 
بقلم |حسين صالح غالب السعدي . 
 
وصل الأمر بنا في أيامنا هذه إلا من رحم الله وهم القلة النادرة بأن أرواحنا قد جفّت وضمرت دون أن نلتفت إليها وكذلك العقول أصبحت تعاني من فقدان العلم النافع ولا تستجيب له مثل تلاوة القرآن الكريم الذي هجره الكثير منّا ومطالعة السنة النبوية والقراءة المتأنية عن سيرة الحبيب المصطفى صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر ، خير خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته الأخيار ووزرائه الأطهار ومن جاء بعدهم من خيرة القوم من التابعين وتابعي التابعين من العلماء الربانيين ومن سلك دربهم الى يومنا هذا ، فلا تخلى الأرض منهم ، فهم كالنجوم بيننا وحتى لو هدأت أصواتهم ولم يؤبه لهم إلا أن أرضنا التي نعيش عليها محفوظة بسبب برّهم بها وسجودهم لله سبحانه على ترابها وجبالها وسهولها وأوديتها يصبرون على الضيم والظلم فيشكون ويبكون ويدعون ، فكيف لا يستجيب الله لهم وهم الركع السُجّد ؟ وهم المظلومون لأسباب عديدة فمنهم من حرم من وظيفته ، ومنهم من حرم من متجره ، ومنهم من نهبت مزرعته ، ومنهم من انتهك عرضة ، ومنهم من دُنست سمعته ومنهم ومنهم … الخ 
كم منهم أشعث أغبر لم يؤبه له بل استُخفّ به ، رجع الى ربه وأقسم على الله في دعائه فأبرّه ، فبدعائه وقيامه لربه تتنزّل علينا الرحمات ويخف عنا عناء الظلم والظالمين فيتنفس المغلوب على أمره من سطوة الظالم الذي بدأ يتخبّط ويترنّح وهو يحاول أن يعيد الكرة في ظلمه وجبروته وقهره لكل شريف وأمين ولكل وطني مخلص ولكل قائد نظيف  فبدأ يتباكى مما أصابه وحل به ويتأوه فيريد أن يتمسكن مرة أخرى حتى يتمكن ولكن هيهات هيهات أعلى ربك وخالقك ؟!! أم على أبناء الشعب المُسالم المغدور ؟!! هيهات هيهات فالمؤمن لا يُلدق من جُحر مرتين .  
فلكل من قهر من هم أرق أفئدةً ، وألين قلوباً ، ولكل من غرس الجنبية وسط بطنه يتفاخر بها بأنه إبن اليمن البار كذباً وزوراً وبُهتاناً ، وأنه سيد سادات القوم ، وأنه أذكى الأذكياء في الحيل من الفندم والوزير والوكيل والوجيه والإخطبوط والقائد والعقيد والدكتور والعالم والقبيلي والعسكري ، فكم حدّث وكذب ، وكم وعد وأخلف ، وكم أؤتمن فخان ، وكم عاهد فغدر … وكم … وكم ، فقرّب السفيه وأبعد النزيه ، وقتل العزيز وترك الرذيل ، فإذا قيل له أن فلان له باع في الوظيفة وصادق في تعامله وعمله أزاحه وشرّد به ، وإذا قيل له فلان عبيط وسارق وظفه مكانه ، وهكذا حتى انقلبت الموازين فأصبح أبناء من كان نزيه يسلكون مسلك السارق لينالوا الوظيفة والرتبة وأصبح أولاد السارق العبيط في فسق وعربدة حتى تطاولوا على العامة وشخطوا ونخطوا وسافروا الى بلاد الشرق والغرب بالسُحت الذي جمعه لهم وليهم ليطلبوا العلم بالشهادات المزوّرة ما هي إلا شهور أو سنين إلا وهم في وحل المخدرات والفجور فيعودون الى وليهم فينصدم ويخبط رأسه مما يرى من حال أولاده وبناته !! وما حل بهم من نكبات بسبب دعاء المظلومين عليه ، فياليتهم يتوبون ويعودون الى رشدهم ويتركوا ظلم أبناء الأفئدة الرقيقة والقلوب الليّنة ، فباب التوبة مفتوح ولو وصلت خطايا العبد عنان السماء فربنا رحيم ، كريم ، عفو وكذلك شعبنا متسامح كريم لمن تاب وعاد الى رشده وترك القتل والاقتتال للمسالمين وترك الظلم وتاب ونفذ بجلده قبل فوات الأوان ، فهل من تائب لربه ؟ وهل من مستغفر ؟ وهل من مُعتبر ؟ وهل من مُدّكر ؟ وهل … وهل … ؟ فربنا رحيم ، وربنا كريم ، وربنا واسع المغفرة لمن صدق في توبته ، ولكن في المقابل ربنا جبّار مُنتقم , قوي عزيز قهّار , ذو عزة وجبروت ، يُمهل ولا يُهمل فإذا أخذ الظالم فإنه يأخذه على حين غرّة فيكبه على قفاه ويُهلكه شر هلاك والعياذ بالله فصبرا يا من ظُلم وأبشر بنصر الله القريب فقد سلّط الظالمين على بعضهم ، نسأل الله إما أن يهديهم فنحن والله ننصح ولا نريد لهم إلا الخير ولا نريد منهم جزاءاً ولا شكوراً أو يكفينا شرّهم وإن غداً لناظره قريب والحمد لله رب العالمين .