fbpx
سجـناء وحـوار وقنـابل !!

عدد من أبناء جعار يقبعون في سجن المنصورة  بعدن، بعد أن وصولوا إليه قبل أسابيع قادمين من السجن المركزي بصنعاء، الذي قضوا فيه خمسة أعوام هي مدة الحكم الذي صدر بحقهم في قضايا وتهم ينكرونها من أساسها، وبعد  انقضاء الحكم يفترض أن يتم الإفراج عنهم، وبالفعل؛ وجهت النيابة  قبل أيام أمرها إلى إدارة السجن التي وجهت مشكورة بتنفيذ أمر النيابة, غير أن جهات أمنية نافذة وعبر مندوبيها بالسجن كان لها رأي مغاير لرأي، وأمر النيابة القاضي بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين, حيث تمت عرقلة عملية الإفراج بطريقة فجة تنم عن عجرفة وهمجية تلك الجهة الأمنية (…..)، التي تجعل من نفسها اليد الطولى المتحكمة بكل صغيرة وكبيرة من أمور عدن الأمنية، وغير الأمنية.

هؤلاء السجناء هم: عبدالله سيف، مطيع البكري، محمد حسين عاطف ووعد عطاء. نطلق نداء عبر هذه الصحيفة المتميزة إلى كل الجهات الحقوقية، بالداخل والخارج، للوقوف أمام معاناة هؤلاء المعتقلين، الذين أكلت السجون سنوات من أعمارهم وشباباهم.

فواتير استهلاك التيار الكهربائي لمواطني عدن, بلغت لدى البعض من المواطنين محدودي الدخل عشرات الآلاف من الريالات، إن لم يكن أكثر لدى البعض بعد أن عزفوا منذ عام 2011 – أي منذ انطلاقة ما سمي بثورة التغيير- عن دفع قيمة الاستهلاك، تجاوباً مع الأصوات التي أطلقها ثوار التغيير بعدم تسديد أي استهلاك، كون تلك المبالغ تذهب الى جيوب حلفاء (علي عبدالله صالح) – حسب تلك الأصوات الثورية حينها – قبل أن تصبح هذه الأصوات على رأس وزارة الكهرباء، وتتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور كل من يتخلف عن السداد، وكل من يتخلف عن الدفع من المواطنين ـ طبعاً وليس عن منازل الكل!!

النهاية التي وصل إليها الحوار اليمني حيال القضية الجنوبية؛ هي ذاتها التي حذرت منها مليونيات الجنوب بعموم محافظاته طيلة فترة ذلك الحوار. هذا التوقع لم يأت من فراغ، بل من حقائق واضحة للعيان يعرفها الجميع، بمن فيهم (الموفنبيكيين) أنفسهم. فالنهاية قد رسمت قبل أن يبدأ الحوار أصلا, من خلال الضوابط والشروط التي قيد بها والتي وضعت بإتقان للاتفاق على القضية الجنوبية، التي عقد لها ذلك الحوار عن عمد!.. فمقاطعة الحوار لم تكن من أجل المقاطعة، الحوار كفكرة راقية وأسلوب حضاري لحل المشاكل والخلافات بين الفرقاء, بل كانت لمقاطعة هذا الحوار بالذات، الذي اُريد له أن يكون مؤامرة بجلباب حوار. فحين يقول أحد أبرز مهندسي هذا الحوار؛ معترفاً ـ ولو في الوقت الضائع ـ بأن القضية الجنوبية قد شطبت نهائياً من هذا الحوار!.. فهذا الاعتراف الذي لا يخلو من الشجاعة والصراحة، برغم كل ما على صاحبه، وحزبه من مآخذ، فهو يعتبر إدانة واضحة للمشاركين بذلك الحوار, ومصادقاً لحدس وتوقع قرار من قاطعه. صحيح أن الجنوح إلى التخوين والتشكيك بوطنية ونوايا الآخرين عمل مشين، ومرفوض، إلا أنه بالمقابل يجد المرء نفسه في حيرة من العناد وعدم الاعتراف بالغلط والرجوع إلى الحق، كما يعمل البعض بصورة تبعث على المكابرة بإصرارهم الغريب.

المريب؛ أن ذلك الحوار قد أوجد العلاج الناجع والشافي للقضية الجنوبية، بتقسيم الجنوب إلى شذر مذر, بل؛ يذهب هذا البعض الى اتهام من قاطع ذلك الحوار بأنه قد خان الجنوب وقضيته, مع أنه يسمع كل يوم ومن أقرب المقربين لهم أن خاتمة هذا الحوار (الموفنبيكي) لم تكن أكثر من مؤامرة نسجت خيوطها في ردهات وأروقة، وقاعات ذلك الفندق الوثير!!

العمل الإجرامي الغادر الذي تعرضت له الناشطة الجنوبية (زهراء صالح), قبل أيام جراء استهدافها بقنبلة أدت إلى إصابتها وآخرين إصابات بالغة؛ كشف  للجميع مدى الحاجة الماسة لعمل صندوق مالي مستقل يتكفل بالحالات الطارئة كحالة الجريحة (زهراء صالح), التي تعاني إصابة خطيرة قد تودي ببتر قدمها, والإصابة نفسها يعانيها الجريح (معاذ سفيان).

الجهود الطيبة التي قام بها البعض، أفرداً وتكوينات جنوبية بالداخل والخارج لجمع تكاليف العلاج، تعد جهدا مشكورا وطيبا, ولكنها تظل جهدا فرديا خارج نطاق العمل المؤسسي المفترض وجوده.