fbpx
انحدار مخيف

 

بقلم | عادل اليافعي

يوم بعد اخر تتضح الصورة جليا بما لا يدع مجالا للشك ان البلاد شمالا وجنوبا تسير نحو الهاوية ونحو إعلانها دولة فاشلة وربما تصبح تحت الوصاية الدولية ، احداث العنف والانفلات الأمني في كل مناطق اليمن مؤشر على ان الدولة اصبحت في خبر كان ولا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا وهذا يجعلنا نتسأل من المستفيد من هذا الانحدار المخيف ومن الذي يغذي هذه الفوضى العارمة هنا وهناك .

الرئيس هادي يبدو ان الامور خرجت من يديه ولم تعد تجدي نفعا كل المواقف الدولية المشجعة له ولا يملك ايضا القوة الكافية لردع مثل هذه الاعمال التي تسيئ للبلاد لذا اصبح احد المتفرجين الذين ينتظرون النهاية القادمة والتي اصبحت قريبة بالرغم من كل الدعم الدولي والإقليمي الا انه يعلم جيدا ان ذلك الدعم ليس له تأثير على ارض الواقع وخصوصا في الشمال التي باتت قاب قوسين او أدنى ان تصبح بيد المليشيات المسلحة التي تتحدى الدولة وكل من يقف أمامها .

المثير للدهشة والاستغراب ان الدولة تكشر عن أنيابها في الجنوب وتضرب بقوة دون هوادة للحراك الجنوبي السلمي مع علمهم انه لا يسبب ذاك الضرر على البلاد كما يسببه الاخرون في الشمال والاغرب من ذلك كله ان المعسكرات المتواجدة في الجنوب كلها تتبع بل وتنصاع لقيادات لا تعترف بالقانون والنظام وتثير في الارض الفوضى .

بعض المتابعين يرون ان المجازر الاخيرة التي تعرض لها أفراد الامن في حضرموت وعدن انما هي بخطة محكمة من نفس قيادات تلك المعسكرات التي تجتمع تحت هدف وأحد وهو ثروة الجنوب النفطية والغازية وبالتالي يقدمون الأفراد قرباناً ليثبتوا للعالم حتمية تواجدهم في تلك المناطق التي تحوي المال ليقولوا للعالم لابد ان نكون هنا حفاظا على مصالحكم.

الشعب الجنوبي لم يعد لديه ما يخسره وبالتالي هو ماض الى هدف الاستقلال ونيل حريته وإعلان دولته المستقلة وهذا الامر يعرفونه صناع القرار السياسي والديني في صنعاء كما يعرفون أبنائهم لذا تجدهم يشعلون النار في عدن ويقومون بعمليات مسلحة وهجمات لإثبات ان تنظيم القاعدة هو الأقوى وبإمكانه السيطرة على البلاد في حال نال الجنوب استقلاله وهذه الورقة لعبوا بها كثيرا لإخافة العالم والجوار وقالوا ان عودة الجنوب لأهله هو عودة القاعدة من أفغانستان الى عدن وما ادارك ما عدن وهذا يعني خنق العالم وخنق مصالحه النفطية في الممرات البحرية وتصدير الفكر القاعدي الى دول الجوار و افريقيا ومن هنا قبل العالم هذه الكذبة وأغفلوا الطرف عن قضية حقيقية وواضحة ومشروعة لشعب الجنوب وتركوه يعاني الويلات مع عصابات بزي عسكري

بالمقابل وهذا الأهم هناك ثقافة سائدة لدى شعب الجنوب بدأت تظهر الى السطح وهي إيجاد بدائل للحراك السلمي الذي لم يحقق شي سوء مزيدا من القتل والتنكيل الذي زاد من احتقان الشعب وهذه الحالة هي الأخطر في السيناريو الجنوبي منذ انطلاقته وبمعنى اخر البدء بالكفاح المسلح وحرب العصابات وهذا ما يبحث عنه صناع الحروب في صنعاء يريدون خلط الاوراق ليظهروا الرئيس هادي بانه الأضعف وهو من ترك الامور تسير الى الهاوية بالرغم من كل الدعم الدولي له ، مخرجات الحوار لا مكان لها على ارض الواقع حاليا وخصوصا بعد السيطرة الشبه كاملة للحوثي على صنعاء ومبايعة القبائل له ورفض الجنوب للفدرالية من اقليمين وهذا يعني العودة الى المربع الاول وهو استخدام القوة التي لن تجدي نفعاً الان ، لان الحوثي لن يتخلى عن تصدير ثورته لليمن كافة والجنوب لن يساوم بغير الاستقلال وهذا يعني اما رضوخ للأمر الواقع او إشعال فتيل القنبلة المدمرة التي لن تحرق اليمن فقط وانما دول الجوار فهذا الانحدار المخيف لن يتوقف مالم تتدخل دول الجوار والعالم هذه المرة وتحت قبة مجلس الامن لإيجاد صيغة للحل ترضي كل الاطراف وتعطي كل ذي حق حقه والا فالقاضية قادمة لا محالة وعندها لن تجدي نفعاً اي محاولات للحل وتصبح اليمن في خبر كان