fbpx
العنصرية فكر مدمر وداء قاتل !

كتب : احمد اليهري

أنا مع الحقيقة مهما كان من يقولها، وأنا مع العدل مهما كان من معه أو من ضده.  “مالكوم اكس “

 العنصرية :

العنصرية مرض خطير وداء قاتل للجميع ومفكك لوحدة المجتمع , نحن اليوم نمر في اهم واخطر مراحل نضالنا الوطني , وفي مثل هذا الوقت العصيب من تاريخنا الوطني وجب علينا التراحم فيما بيننا والترابط, ورفض كل أنواع التفكك الشعبي على أسس مناطقية أو حزبية أو شللية , قد تربك مسيرتنا وتهدم طموحنا بشعارات طفولية يروج لها أعداء الجنوب وبعض المناطقين الحمقاء بقصد أو بدون قصد ,وهنا يجب ان نعرف إن التعصب الأعمى لفكر ما دون النظر لنقيضه من الأفكار يدلل على جهل المدعي به , قد يذهب البعض في هذا المسار بسبب مظالم تاريخية أو خوف من المستقبل , الصحيح إن تتحالف قوى الخير والحب والسلام من اجل هدم أسوار الظالمين وبناء مستقبل أفضل خالي من ترسبات الماضي السحيق .

 ماذا يقول الإسلام عن السلوك العنصري :

(ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

النبي –عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع قال : “أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجميٍ على عربيٍ، ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

ماذا نعمل :

الصحيح عندما نخرج ونعمل في خدمة الوطن فنحن لا نمثل مناطقنا بقدر ما نمثل كل الوطن ونحمل هم المشروع الوطني الجامع , اكبر خطاء قد يقع به بعض الإخوة عندما يحاول ان يتخندق في إطار جغرافيا القرية والمنطقة التي ينتمي إليها الإنسان ,

نموذج : إذا كان صاحب شبوة يناضل من اجل شبوة  و اليافعي كذلك والحضرمي والضالعي والعدني ,هنا  يصبح الهدف الجامع في حالة انحدار مدمر ,وعندما تتوغل  مثل هذه الأفكار إلى العقول الخاوية سوف ينهار المشروع الوطني في زاوية الصراع المناطقي و لا يستفيد من ذلك غير من يريد إضعاف الجنوب, والجميع يعلم من المستفيد من تفكيك وإضعاف الجنوب !!

الهم الوطني :

 الهم الأساسي الذي اعرفه ويعرفه الكثير هو هم وطني جامع , بناء وطن يتسع لكل أبناء الجنوب على أسس العدالة والمساواة بين أفراد وطبقات المجتمع .

الصبر والثبات على الحق  :

قد يحدث تبدل في المواقف وقد يتجاذب الناس بعضهم بعض على أسس حزبية ومناطقية , ولكن الأهم إن يبقى الإنسان وفي للمبادئ والقيم الأخلاقية التي يحملها ويكافح من اجلها, الأهم إن نستمر في الكفاح السلمي ضد كل أنواع الظلم, من اجل إظهار الحق والحقيقة , قد يحدث هناك إحباط وتخبط لدى البعض , في فترات زمنية ولكن  الأهم من ذلك ان لا يكون هناك ارتداد عن الهدف والمشروع الوطني الجامع , ونفترق على أسس مناطقية و حزبية , الأهم  ان تكون هناك استمرارية في العمل على  تثبيت أدبيات المشروع الوطني الذي يتضمن العدالة الإنسانية و المساواة  بين طبقات المجتمع الجنوبي , ثوابت وطنية تضمن جميع الحقوق والواجبات لكل أفراد المجتمع على قدم المساواة  من المهرة إلى باب المندب , وهنا يكون دور النخب الفكرية و قوى الخير في  زرع هذه القيم الأخلاقية والسلوكيات الإنسانية في  مجتمعنا الجنوبي .

الإيمان الإخلاص للقضية ( روح الشهيد ) :

انا بشكل شخصي سأعمل على خدمة كل الوطن ولن اصطف مع احد على أسس مناطقية أو حزبية , لكي يكون هناك ظالم ومظلوم ولكن من اجل ان ننتصر لكل المظلومين في ارجاء الوطن من المهرة وجزيرة سقطرى إلى باب المندب , وهنا يجب إن نعرف ان الحق والحقيقة هما ركنا الحياة الإنسانية، فإحقاق الحق يعني استقامة المجتمع وقدرته على مقاومة شرور العدوان والطغيان والنزوات .

يقول مارتن لوثر كنج  :

علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة، أو الفناء معاً كأغبياء.

الخلاصة :

الجنوب للجميع وسوف يسير الجميع الى نهاية الطريق من اجل هدف الاستقلال الوطني , الأهم أن نعترف إننا نبحث عن جنوب جديد ونحن نؤمن بذلك وهنا نستطيع ان نقول لن يعود بإذن لله ,النظام السابق والصوت الواحد ,ليحكم من جديد ..