fbpx
الحراك والتنسيق الجبهوي الوهمي والهبة وضرورة الحوار

قبائل الحلف هم مكون ورقم مهم وثابت وأصيل فالهبة طور من أطوار النضال الحضرمي العام للجنوب وهم ضرورة صارت واجبة لتحقن المسار النضالي لثورة الحراك كون ثورة الحراك لم تستطع احتواء واستيعاب كل شرائح المجتمع بمفهوم العصر الثقافي في الشراكة بشكلها الشمولي وليس بمفهوم ثقافتهم القاصرة المنتمية للماضي السيئ التي لازالت حامل لثقافة دكتاتورية الحزب الواحد وبالتالي تقديس الفرد القائد ومن ليس معي فهو ضدي ويجب تعميم منشورات فصله وتأديبه .

إذن بالتالي مولود مكون صافي وإطار بلباس واحد لا وجود للتنوع الثقافي والفكري ومن هناء تأتي ثقافة خطأ الجماعة التي تقول بثقافة المعصومين في حراكنا الثوري وبالتالي لا وجود للعمل المؤسسي داخل مؤسسات حراكنا الثورية ولن يكون هنا حراك بل جمود في جمود وحينها تنتهي حركية مجتمعنا الثوري وتموت الثورة ويقضى عليها ونستسلم للحول القادمة من خارج الثورة وسيكونون قادة الثورة أول المهرولين والوصوليين لركوب الموجات القادة مخافة من أن تسبقهم الموجة كما سبقهم الثوار فظلوا يعانون طوال فترة الماضي حين تحولت الثورة من القلة للغالبية العظمى .

لقد تحتم على هبتنا القادمة من البادية وجبال حضرموت الصلدة بعد تجلى لها جمود حراكنا ورأت في نفسها وجوب الضخ وحقن حراكنا وثورتنا من الماضي حاملة سمات وخصائص جديدة مستلهمة من موروثنا الحضاري القوي والمشع مصوبة ومقومة الاعوجاج لدى كوادر الثورة المصممة على التفرد بالثورة فقامت الهبة ملبية لطموحات الغالبية العظمى وقادت حركة ثورة حضرمية داخل ثورة الحراك الجنوبية .

إن الأطر الحاملة للحراك اليوم نفس الوجوه قف محلك مصرة على عدم استيعاب الآخرين بل مصرة على رفض الكوادر والمنتسبين الجدد لثورتنا الجنوبية .

فمنذ أن بدأت الثورة من النخبة والقلة المؤسسة في خط البداية ونقطة الانطلاق من الأفراد المحدود عددهم بكل محافظاتنا الست حتى صارت ثقافة الثورة شعبية ينتسب لها الجميع في المدن ومن في الريف بباديتها وريفها وحضرها حتى تمكنت ثقافتها من اغلب مثقفينا ومنهم من ينتسب لأحزاب اليمن الذين صار واجب عليهم ولزاما عليهم أن يكونوا بجانب ثورتنا فقرروا أن يكونوا بجانب أهلهم وهم كثر فانخرطوا في صفوف الثورة منهم بشكل مباشر ومنهم بشكل مبطن وذلك أضعف إيمانا .

لكننا لازلنا لليوم وبعد أن تحولنا من ثورة القلة إلى العامة والغالبية العظمى نجد نفس الأطر بشخوصها التاريخية وكأنها الصالحة لكل مكان وزمان لا تاريخ لمدة صلاحيتها سوى ملاقاة ربها .

إن قيادة الثورة لليوم لا تريد أن تستوعب الآخرين فمن هنا جاء مكون من التاريخ ومن حكماء البوادي والبدو وهي الهبة حتى تجبر الحضر بمدنيتهم أن تستوعب الريف ولكن لا يريدون شركاء بل يريدون مكملات وإعداد تتبع لهم لا يريدون من يقومهم للصواب بل يريدون تبع خلفهم لذا نجدهم مع بديات الهبة أن هبوا خلف الهبة مدركين ومرعوبين فوات الوقت عليهم فاتجهوا جميعا للجبال وللغيل لخيام البدو وأمتداداتها هي حواري البدو بمدننا وهي مركز وثقل قوتنا تاريخيا وحاضرا .

ولكنهم لم يستفيدوا من ثورة الهبة القادمة من البادية ليصوبوا ما هم فيه من أخطأ ولكنه الإصرار على الخطأ وبالتالي الفشل مكلفين شعبهم وذويهم دفع الضريبة المضاعفة فإلي اليوم لم يقم حوار جدي بينهم وبين قوى الهبة الحاضرة في الساحة بقوة والذين يوصفهم اليمني بالحراك المسلح بل نجدهم فروا هاربين وذهبوا لتكوين جبهات وهمية لا وجود لها بالساحة أقلها بالمديريات وعين الصواب أن تحاور وتنسق مع الأقوياء الحاضرين أمامهم ولكن هل سيرضون بتقديم التنازلات للأقوى منهم وماذا في جعبتهم ؟

لذا فالمنتسب لثقافة العصر بمفهومها الحضاري يقول بالتلاقح والتزاوج بين الهبة وبين الأطر الحضرية والشبابية والنقابية المنتسبة للفكر المدني فكل الساسة من عيالنا الذين اكتسبوا خبرة عليهم أن يكونوا جميعا في أطر وهياكل على تنسيق موحد حامل لهموم الجنوب وحضرموت في نسق واحد يسعون لتحقيق أهدافنا ومنه استعادة دولتنا الحرة والمستقلة.

علينا كنخبة ومثقفين دوما بالتذكير والطرق والحث وبكل الوسائل الممكنة أن نجدد ونجبر قادة الهياكل الحاملة لثورتنا على تغيير سلوكهم المشين حتى يقوموا بحوارات ونقاشات مسئولة لإستعاب كل مكونات المجتمع بعيدا عن ثقافة الماضي التي خسرنا بها حربنا مع المحتل ولازلنا فمن الحاضر ننطلق بأدوات الحاضر وبرجال الحاضر والمستقبل سننتصر حتما بالمولى وبمظلمويتنا.
أحمد سالم بلفقيه
تريم / حضرموت