fbpx
ومن يدفع قيمة القبر يا سارة؟

منصور صالح

  كنت أتمنى إن تكمل  سارة اليافعي جميلها  اليوم بتوقيع اتفاق تعاون مع  حفاري القبور على الأقل في المدن الرئيسة وفي مقدمتها مقبرة أبو حربة  بعدن لاستقبال جثامين الشهداء ودفنها  مقابل رسوم زهيدة أو ان يتكفل الصندوق  بالدفع نيابة عن أسر الضحايا خاصة وان كثير من أهالي الضحايا يضطرون لاستدانة  قيمة قبر فقيدهم  التي لا تقل عن خمسة عشر ألف ريال للقبر الواحد .

   كنت أرجو ان تعلم سارة انه ربما لن يكون بإمكان كثير من  الضحايا من الناشطين الجنوبيين الاستفادة من اتفاقية التعاون مع مستشفى النقيب  وسيفارقون الحياة فورا خاصة أولئك الذين ستهشم رؤوسهم أو تبغر بطونهم قذائف الدشكا أو مضادات الطيران أو الدبابات أو من تترصد لهم رصاصات قناصة ماهرين.

  هذا ما تمنيته من العزيزة رئيسة صندوق رعاية أسر  شهداء وجرحى ثورة 11 فبراير  والحراك الجنوبي السلمي  سارة عبدا لله اليافعي  بعد ان وقعت الجمعة اتفاقية  تعاون مع مستشفى النقيب  بعدن  تقضي باستقبال الأخير لكل الحالات الحرجة والطارئة التي توقع أو ينتظر الصندوق  سقوطها جراء قمع السلطات فعاليات الحراك السلمية أو الثورة الشبابية الشعبية السلمية.

    قلت ما سبق ليس تقليلا من جهود الصندوق او جهود الأخت سارة حاشا الله فليس في مقدور عاقل إلا إن يشكر  كل جهد  يصب في اتجاه تقديم العون لأسر الشهداء والجرحى  وهم في الغالب من الفقراء والمعدمين المقهورين والمقموعين ، لكن  أردت التذكير ان القبور  بدورها أصبحت مشكلة ومكلفة خاصة بالنسبة للأسر التي يسقط منها أكثر من شهيد وهذه حالة تكررت كثيرا في الماضي .

 أما إن رأت سارة أو صندوقها  صعوبة أو غرابة  هذا المطلب  على رغم واقعيته فلتسمع منا طلبا عقلانيا  وهو لماذا لا تتجه هي وصندوقها وعوضا عن التسليم بحتمية وضرورة سقوط  شهداء وجرحى والترتيب فقط لكيفية تعويض أسرهم أو علاجهم  وهو ما سيكلف الصندوق أموالا طائلة  إلى  بديل  عملي وهو توقيع اتفاقية تعاون مع القتلة خاصة  في محافظات عدن وحضرموت والضالع  يتعهد هؤلاء بموجبها  بوقف أعمال القتل والتوجيه بمنع الاستخدام المفرط للقوة في مواجهة الفعاليات  السلمية ، أو على الأقل تطبيق ذات الوسائل التي يتم التعامل بها مع الحركات الاحتجاجية في صنعاء  حيث يخرج الآلاف ويعودون إلى قواعدهم سالمين لا رصاص ولا قتلى ولا جرحى  ولا معتقلين.

   لا شك ان لتوقيع اتفاق جاد وملزم  مع القتلة والمجرمين  مزايا  ايجابية عديدة  أولها توفير قيمة علاج  الجرحى،وتجنب تحمل تكاليف رعاية أسر الشهداء ، وثانيها توفير مساحات  وقيمة القبور وثالثها وهذا الأهم حفظ أرواح الأبرياء الذين يقتلون دون  ذنب .

فما رأيك سارة.