كل ثورة في العالم وفي التاريخ بشكل عام مرت أو تمر بمنعطفات كثيرة وخلال مراحلها تبرز الكثير من الشوائب وتطفو على سطحها وذلك ليعتبر الثوار ويتعلموا من كل ما واكبوه خلال مسيرتهم الثورية سواء كانت إيجابيات أو سلبيات لان كل منعطف يعتبر درس كامل بحد ذاته .

وخروج الثوار في ثورة أو خروج الشعب في ثورة شعبية إنما هو في الأساس خروج على حال أو واقع ظالم وأكثر من تأثر منه هو الشعب وكيف ما كان شكل الظلم .. إحتلال وامتهان لكرامة الإنسان أو نهب لثروات وما رافقها من أعمال عنف وقتل وسجن وقمع بكل الأشكال و استغلال لطاقات البشر وكذا استعبادهم أو استبعاد وتهميش فهذه كلها ظلم وظلمات وواقع مرير يعيشه الناس ..

وهذا هو كله ما يعانيه شعبنا في الجنوب وماخر ج إلا ليعبر عن رفضه لكل ما يقع عليه من ظلم ويستعيد أرضه ممن سيطروا عليها واحتلوها ومنذ سنين وهو يناضل بشتى الطرق والوسائل السلمية المتاحة له وبرغم كل محاولات القمع والتعسف والانتهاكات اللا إنسانية من قبل سلطات الظلم والاستبداد المحتلة إلا أن الشعب ماض في مسيرته الثورية التحررية رافضا بذاك كل أشكال الانتقاص من حقه المشروع وضاربا عرض الحائط بكل المشاريع والمقترحات والمبادرات المنقوصة والمقدمة من المحتل نفسه او ممن يمثلونه من المعينين الجنوبيين في سلطة نظام المحتل هذه هي المسيرة الثورية وهذه هي المطالب المقدمة من الشعب ..

ولكن ماهي الأهداف والرؤى المطروحة لإقامة وبناء الدولة الجديدة القادمة ؟ لماذا نتصارع من الآن ونحن مازال أمامنا الكثير لنقوم به ؟ هل من يتصارعون لديهم فكر ورؤية لتأسيس نظام دولة يشمل كل الأطياف الجنوبية ؟ أم أننا نتصارع فقط للتصارع ليس لان لدي فكر ولدى الآخر فكر مختلف ؟.

حتى وان كنا نختلف بالأفكار ماذا لو التقينا وأخذنا مايفيد الوطن من فكري وفكر أخي وتركنا ماليس منه فائدة للوطن ؟ إن ما يعطل مسيرتنا الثورية هو ابتعادنا عن أهدافها السامية ومضمونها وتمسكنا بالقشور منها من مطامع لأشخاص وتكتلات تحب أن تكون هي في واجهة الثورة في حين هي لاتعمل على الدفع بالمسيرة إلى الأمام بقدر ما تؤثر فيها وتعيد سحبها إلى الخلف ..

نحن وكأننا في محطة للقطارات كل القطارات الحاملة لدول العالم تسير بسرعات مختلفة ولكن مسيرتها إلى الأمام في حين نحن اخترنا الصعود إلى قطار فريد من نوعه مسيرته إلى الخلف ..

 وكلما حاول الشعب دفع اوكما نقول بلهجتنا العامية ( دهفة دهفة يارجال ) تأتي الاختلافات أو من يثيرونها لأتفه الأسباب ويعيدون مسيرة القطار إلى الخلف ..

 لو نعود بخواطرنا ونقيم أسباب الخلافات فيما بيننا كأفراد الشعب ولنهمل خلافات الزعامات .. لايوجد مايختلف عليه الشعب . جميل .. ولو عدنا إلى ماهي خلافات الزعامات ..

ماعلينا تلك شؤونهم فلا يقحمونا فيها فليس لنا فيها لاناقة ولاجمل ومع ذلك فهم يختلفون من خلالنا وعلى أمور تافهة لاتستحق أن نعطيها من الأهمية بحيث ندعها تؤثر على مسيرة ثورتنا .. أتمنى أن تكون وصلت الرسالة إلى قلب ووعي كل مخلص يسمو إلى الحرية .. تحباتي لكل ثائر .