fbpx
شبح الحرب الباردة يجول في أوروبا
شارك الخبر

يافع نيوز – صورت روسيا

قد تكون القارة العجوز أكثر مناطق العالم تضررا من تجدد الحرب الباردة بين الشرق والغرب بعد أن فشلت مخططات الإمبريالية الأمريكية في خلق فوضى عارمة في العالم أجمع.

وأمريكا التي اعتادت على خلق حروب بعيدة عنها وتمرست على أن تحارب بأياد متطرفة وأموال خليجية باتت اليوم وبعد افتعالها الفتنة في أوكرانيا وتعثرها في العقدة السورية أكثر حرجا من أي وقت مضى أمام فشلها في تحقيق كل ما خططت له من ربيع في البلدان العربية وأوكرانيا.

وفي المقابل أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد انضمام القرم إلى روسيا أكثر تصلبا بشأن اوكرانيا وبات شبح الحرب الباردة يتطلب تعزيز أدوار الحلفاء وبينهم الأسد وراحت أميركا تبحث عن نجاح في فلسطين وتتخلى شيئا فشيئا عن الملف السوري وبدأ التقارب الايراني الاميركي يفتح الباب على احتمالات مريحة للرئيس السوري في المرحلة المقبلة وباختصار تقهقرت كل المراهنات السابقة فلم يسقط النظام السوري ولم يتراجع الدعم الروسي والايراني ومازالت أوكرانيا تعاني من مخاض عسير قد تنتج عنه ولادة دولة أو دول جديدة.

ومن جانب آخر حصلت في الرأي العام العربي والعالمي تحولات حيال ما يجري في سورية حيث بات كثيرون مقتنعين بضرورة ضرب الارهاب ما يتطلب تعزيز قدرات الجيش السوري وبالتالي بقاء الأسد في منصبه إذ لا يوجد بديل له وقد لاينوجد حتى في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويبدو هذا المشهد كله مريح للرئيس الأسد وهو يعد العدة لخوض الانتخابات المقبلة وهو يرتاح أكثر حين يرى سقوط الربيع العربي بالاقتتال والقبلية والتقسيم والفدراليات في عدد من الدول وفي مقدمها ليبيا واليمن وكذلك حين ينجح قادة آخرون بالوصول الى السلطة في مواجهة هذا الربيع كما حصل في الجزائر وسيحصل قريباً في مصر وفي العراق وحين يرى أن ملكَ الاردن عبدالله الثاني بحث في روسيا عن ضمانات وأخذ رجب طيب اردوغان يقيس بدقة متناهية كيفية تجنب تأثير سياسته السورية على الانتخابات الرئاسية المقبلة .

كما يبدو أن تسليم سورية للاسلحة الكيماوية جعلت احتمالات التفاهم اكبر من مخاطر الصراع فحركة حماس التي كان وجودها داخل سورية مشكلة حقيقية صارت خارج سورية وربما خارج المعادلة بعد المصالحة الوطنية الفلسطينية وبعد الغضب السعودي على الاخوان المسلمين كما يجري الإعداد للإنتخابات الرئاسية في سورية وسط محيط متحول بعمق يؤكد سقوط مشروع الإخوان المسلمين على يد الجيش المصري وتحول الجماعة الى منظمة إرهابية على لائحة السعودية بالإضافة إلى تصدّع المنظومة الخليجية واستفحال ظاهرة الإرهاب حتى باتت تهدد الدول المصدّرة لها وتفكك المعارضة السورية وتقهقرها أمام تقدم الجيش السوري في الغوطتين والقلمون والريف الدمشقي بالتزامن مع عودة ضباط كبار من الجيش الحر كان آخرهم العميد محمد أبو زيد وبغرق مناطق سورية في المذابح الدموية بين “داعش” و”النصرة” وغيرهما .

في غضون ذلك أصبحت الطريق ممهدة لعودة الأسد الى الرئاسة على نحو مريح حتى ولو اشتد عنف المعارك في أماكن أخرى وازدادت وتيرة الأعمال الإرهابية ضد السكان المدنيين بهدف التأثير على الانتخابات المقبلة التي ستتم في معظم المدن السورية ربما ستبقى مدينة الرقة فقط خارج الانتخابات وفي ذلك يكمن الرهان الأهم والتحد الأكبر لوفد “الإئتلاف” المفاوض باسم الشعب السوري في جنيف والذي ما عاد يمثل حتى الإئتلاف بذاته.

لذا يبدو واضحا أن استبعاد التحاور المباشر الآن في المسألة السورية سببه خجل أميركي من تبرير التراجع في سورية على ضوء احتدام التوتر في العلاقات الروسية الأمريكية تجاه الوضع في أوكرانيا ووصوله لحدود الحرب الباردة التي باتت علائمها تظهر في استقطابات تجري شرقا وغربا في مسعى للتخفيف من وقعها على عالمنا المعاصر.

أخبار ذات صله