fbpx
ما أحوجنا لمعرفة سيرة نبينا في أيامنا هذه !!

بقلم / حسين صالح غالب السعدي

السيرة النبوية التجسيد الحقيقي لتعاليم الإسلام ، فلا يستغني عن دراستها والنظر فيها أي مسلم يحب الخير لنفسه ولأمته والسيرة النبوية تشتمل على أدق تفاصيل حياته منذ ولادته إلى يوم وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتتميز بالوسطية والتيسير ، لأنها ربانية المصدر ( القرآن الكريم والسنة الصحيحة ) بوصف أخلاقه وشمائله عامة في الوسطية والتيسير على الناس ، ودين الإسلام عموماً جاء بالوسطية فمواقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحاديثه تظهر ذلك جليا ، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ) رواه البخاري .

 

أن دراسة سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعرفة خصائصها وتفاصيلها أمر من الأهمية بمكان ، ولقد كان السلف يقدرون للسيرة النبوية قدرها ، وكانوا يحفظونها كما يحفظون السورة من القرآن ، ويتواصون بتعلمها وتعليمها لأبنائهم فما أحوجنا إلى العودة لقراءة السيرة النبوية بين الفينة والفينة خصوصا في زماننا هذا وفي أيامنا هذه ولقد أصبح الناس في زماننا بين الجافي والغالي وبين التارك لدينه فلا حول ولا قوة إلا بالله ، لقد شملت سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم العلمية والعملية من أركان الإسلام الخمسة إلى كيفية دخول الخلاء وقضاء الحاجة وإماطة الأذى عن الطريق وقواعد الحياة والتعامل والآداب كما تعلمنا من السيرة أصول الحجر الصحي ( إذا سمعتمم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا منها ) ـ أي أخلاق هذه !! وأي سيرة نظيفة هذه !! وأي حياة سعيدة كهذه !! لم يترك دقيقا ولا جليلا من الأمر إلا علمنا إياه .

 

فعندما قرأها السلف الصالحون واستفادوا منها سادوا الأرض بعدلهم ، وبنوها بنور علمهم وبأعمالهم ، وابتكروا أكثر الاكتشافات العلمية والطبية والمعادن وفنون الطيران والصناعات والحرف اليدوية العظيمة وأبدعوا في النحت والبناء وكانوا من خيرة القادة في حب الخير والعدل وكانوا قمة في التواضع ولين الجانب وكانوا … وكانوا … نحتاج الى مجلدات كبيرة لذكر ما أنجزوه للبشرية جمعا ، بسبب معرفتهم بالسيرة النبوية وتطبيقها على أرض الواقع ، كم أسعدوا العالم بخيرهم ، وكم أحبتهم الإنسانية جمعا على اختلاف أديانها بسبب عدلهم وحبهم في الإقتداء بنبيهم ، فلله درهم ما أجمل أثرهم على الإنسانية جمعا ، فليس لنا مخرج مما نحن فيه إلا بالعودة والمعرفة الحقيقية لسيرة خير خلق الله لنستفيد منها ونعمل بها ونقتدي بنبينا وخير قدوتنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

فيا أيها القادة : من أراد القيادة الحكيمة فعليه بالسيرة النبوية .

يا أيها العسكريون : من أراد بحسن ودقة النظام العسكري فعليه بالسيرة النبوية .

يا أيها الإداريون : من أراد بضبط النظم والمعلومات وترتيبها بأولوياتها فعليه بالسيرة النبوية .

يا أيها الأطباء : من أراد بتقديم النصائح الطبية المفيدة للبدن فعليه بالسيرة النبوية .

يا أيها الشباب والشابات : من أراد الرقي والتقدم والعلم النافع والفوز والنجاح ومستقبل زاهر فعليه بالسيرة والنبوية .

يا أيها المتقاعدون والمسنون : من أراد ترتيب باقي حياته الحسنة والعمل لآخرته فعليه بالسيرة النبوية .

 

اللهم وفقنا لمعرفة سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وارزقنا الإقتداء به وبما جاء به من عندك وأكرمنا حبك وحب نبيك وحب جميع المسلمين وأحسن خلاصنا وجنبنا كل سوء وجميع المسلمين يا رب العالمين .

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .