fbpx
نقذوا (عدن) من الظلام والعطش.بقلم / عبد الملك العريمي
شارك الخبر
نقذوا (عدن) من الظلام والعطش.بقلم / عبد الملك العريمي

 نطلقها صرخة استغاثة مدوية .. نبعثها رسالة عاجلة .. نزفرها ألما وغبنا وحسرة.. نقولها لكل من له ضمير وشعور بالمسئولية الإنسانية والأخلاقية .. نقذفها كتلا من مواجع القهر والضيم، إلى من لديه الإمكانية في هذا العالم دولا ومنظمات وهيئات ومراكز قوى ونفوذ إقليمية وعالمية، تستطيع بحق الإنسانة، وبموجب قيم ومبادئ الحياة المشروعة والمكفولة في مواثيق تعاليم الأديان السماوية، وأعراف القوانين الدولية، أن يسارعوا لإنقاذ شعب الجنوب من الممارسات العدوانية التي تمارسها قوى الهيمنة والاستبداد لنظام سلطة صنعاء، بصور مخططة وممنهجة، ومع سبق الإصرار والترصد..
فيا شرفاء وأحرار العالم وفي طليعتكم أشقائنا العرب والمسلمين، نناديكم .. نستنجد بمواقفكم الأخوية وروابط الدم والتاريخ والعقيدة، بسرعة التحرك لإنقاذ أبناء جلدتكم في محافظات الجنوب ( عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة ) فحياتهم الاجتماعية والاقتصادية في خطر محدق، وعلى حافة التدهور والضياع .. ليس فيما يعانوه من فقر ومجاعة ومن تفشي الأمراض الوبائية القاتلة، ومن العوز المادي وسوء التغذية بفعل هبوط وتدني مستوى الدخل الاجتماعي إلى أقل من دولار واحد في اليوم لنسبة 43% من سكان محافظات الجنوب المقدر عددهم حسب اسقاطات عام 2011 بأكثر من 5,3 مليون نسمة.. ولكن لفد تجاوز الظلم والاستبداد حدود الجور على قدرة الإنسان الجنوبي على الصبر والاحتمال.
نعم .. أيها الأخوة والأشقاء والأصدقاء، لقد صارت حياة السكان في عواصم محافظات الجنوب، وتحديدا في مدينة عدن والحوطة وزنجبار والمناطق المربوطة بشبكة محطات توليد الطاقة الكهربائية الواقعة في العاصمة (عدن) لا تطاق، فحياة الناس مهددة بالموت والهلاك بفعل الانقطاعات الكهربائية المتكررة ولمدة عدة ساعات من فترتي الليل والنهار، ومعها انقطاع تموينات المياه المعتمدة على الضخ والنقل بالطاقة الكهربائية.. فشدة الحر والضغط والرطوبة الجوية والعطش نتيجة ما يحدث من عبث واستهتار، جعلت أوضاع السكان وخصوصا الأطفال والشيوخ والمصابين بأمراض القلب والصدر والتنفس وغيرها، معرضة للموت المفاجئ.. وهناك حالات كثيرة حدثت خلال الأعوام الماضية، ويتوقع ارتفاع عدد الوفيات في العام الحالي إلى أكثر من 1,800 نسمة، إذا لم تتحرك الجهود الإنسانية والضمائر الحية، في اتخاذ موقف إنساني عاجل، وذلك بالضغط على سلطة نظام صنعاء المهيمن على مقاليد الحياة السياسية والاقتصادية في الجنوب، لوضع الحلول والمعالجات السريعة والحاسمة لضمان حق السكان للحصول على المياه والطاقة الكهربائية بصورة دائمة، وحماية المنشآت والمؤسسات الجنوبية من التدخل والتحكم المباشرة لرموز الفساد اليمني بصنعاء.
أن الحرب الانتقامية.. والفتاوى الإجرامية بحق أبناء محافظات الجنوب بعامة ومحافظة عدن بصورة خاصة، ما زالت مستمرة، ومشاعر الحقد والكراهية تمارس بكل فضاضة واستكبار.. فمدينة عدن التي عرفت خدمات الكهرباء وتموينات المياه دونما انقطاع منذ سنوات طويلة، تتعرض منذ ابتلاها الله بكارثة الاستباحة اليمنية في 1994م، لعقاب جماعي، وتعذيب انتقائي، ليس في الانفلات الأمني وغياب النظام المؤسسي لأجهزة السلطة المحلية فحسب، وإنما الحرمان المتعمد للخدمات الضرورية كالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ومعها انقطاع المياه، التي من المؤكد أن السلطة المركزية بصنعاء والموالين لسياستها العدوانية في إدارة المؤسسات الحيوية بمحافظة عدن، هم وحدهم من يتحمل مسئولية ما يحدث من تدهور وتعذيب وحرمان للسكان الأبرياء، وهم دون سواهم من يفتعل بقصد الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في مختلف مدن ومناطق محافظات الجنوب الأبية..
نأمل أن تجد صيحة استغاثتنا قبولا إنسانيا، ومواقف عملية عاجلة..
أخبار ذات صله