fbpx
الضالع .. إبادة وتدمير وصمت مريب !!

 أضحت الضالع المديرية الجنوبية سابقا والمحافظة اليمنية حاليا وما يجري في حياضها بمثابة اللغز المحير المستعصي فك طلاسمه على الكثير من المتابعين للأحداث الجارية منذ سنوات في البلاد قاطبة خصوصا فيما يتعلق بما تتعرض له من عدوان غاشم من قبل الجيش اليمني المرابط بثكناته العسكرية في عدد من مناطقها التي تستخدم القوة المفرطة ضد السكان (حياتهم وممتلكاتهم ومنشاتهم الحيوية).

فالضالع باتت هاجس قوي ومزعج مستوطن في رأس النظام وهو شي لأعرف أسبابه بكل أسف ولم أجد مبررا كافيا للنظام كي يطلق أيدي مجرم من عيار ضبعان ليقضي على هذا الهاجس ويزيحه من ذلك الرأس (الناشف) عبر قتل العشرات من النساء والأطفال والعجزة وتدمير المنازل والمزارع والمرافق الصحية والتعليمية الحيوية وغيره. فما تتعرض له الضالع منذ سنوات من أعمال ترتكبها الدولة ضد رعاياها عبر مؤسسات رسمية تستلم نفقاتها ومعاشات منتسبيها من خزينة الدولة وتحمل شعارها الرسمي وترفع علمها وتردد نشيدها الوطني كل صباح تندرج في إطار الجرائم الجسيمة التي تجرمها كل القوانين والأنظمة الدولية السارية وتحرمها كل الأديان والشرائع السماوية تجري وبانتظام وبوتيرة متزايدة أمام مرأى ومسمع السلطات اليمنية والدول الشقيقة والصديقة الحريصة على اليمن وأمنه وأستقرارة ووحدته والهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان .

إن ما تشهده الضالع من قتل وتنكيل وتدمير نتج عنه استشهاد العشرات من أبنائها من مختلف الأجناس والأعمار لم يكن نتاج حرب أو صراعات قبلية أو مذهبية طائفية أو غزو من دولة خارجية بل حرب داخلية خالصة حرب مصدرها الدولة المفترض انتما الضالع إليها حرب إبادة ينفذها بكل تفان وامتياز لواء عسكري يمني يقوده قاتل محترف ومجرم حرب كبير استوطنت قلبه أكوام حقد على الضالع وأبنائها وسكنت أحشائه نيران كراهية لا تضاهى تجاه الضالع وتاريخها النضالي العريق . نعم كل ذلك حدث وما يزال يحدث وما تزال نتائجه المأساوية ترتفع في عالم الأرقام وسط حالة صمت مريب ومشاهدة سلبية لكافة القوى السياسية والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية وكافة القوى الحية والفاعلة في العالم .. نعم يحدث ذلك في حالة استثنائية من الخنوع والصمت الإنساني المخجل الذي يندى له كل جبين حر في العالم عاشق وتواق للكرامة والحرية .

تحت نيران لواء ضبعان بكافة تشكيلاته ووحداته العسكرية تقتل الضالع وتدمر وتنزف وتموت وبأزندة جحافل اللواء 30 مدرع يباد المواطن الضالعي وتنتهك كرامته وآدميته وتدمر مكوناته المجتمعية ومقدراته ومرافقه الحياتية الحيوية وكل ذلك طبعا بغية تقزيم شموخ الضالع ومحو صفحات تاريخها النضالي المشرق وإذلال أهلها والمساس بكبرياء رجالها وعنفوان صمودهم وبطولاتهم وإثنائهم عن الوصول إلى تحقيق أحلامهم وأهدافهم المشروعة الثابتة التي هي أحلام وأهداف شعب الجنوب العربي كافة. في خضم كل ما تشهده وتتعرض له الضالع وأهلنا فيها وما نتج عنه من مجازر بحقهم تعمل الرئاسة اليمنية التي يجلس على كرسيها الكبير الجنوبي عبد ربه منصور هادي وبحسب ما يردده الموالون لها على ما سمته تصحيح منظومة الحكم عبر قرارات جمهورية متتالية بإجراء تغييرات واسعة في المناصب القيادية المدنية والعسكرية على مستوى المناطق والألوية العسكرية وكذلك إجراء تنقلات جغرافية لعدد من الألوية العسكرية بين مختلف المحافظات فيما ضلت متمسكة وبإصرار غريب على بقاء اللواء 30 مدرع في الضالع والإبقاء على المجرم ضبعان على رأس قيادته محتفظا بكافة صلاحياته في قتل وتعذيب أبناء الضالع وتدميرها ومحوها من الوجود وسط ذهول واستغراب كافة من تعز عليه الضالع وأهلها مما يدفع من يرى ذلك لوضع علامات استفهام كثيرة حول نوايا النظام اليمني تجاه الضالع .