fbpx
ثورية الاسلام ام الاسلام الثوري

ثورية الاسلام ام الاسلام الثوري

عمرو محسن اليونسي

كثير ما يقع الجدل بين العاملين في الصف الاسلامي حول الحركات الثورية والحركية .فهي محل نقد عند البعض اي الحركات الثورية والحركية والواقع اننا محتاجون الى إعادت النظر والتروي في هذا الشأن .محتاجون الى فهم معنى الثورة وعلاقتها بالاسلام .هناك من يطلق معنى الاسلام الثوري على بعض الحركات الاسلامية وكأن الاسلام لا شأن له بالثورية .او كأن هذه الحركات ابتكرت شيئا جديدا للاسلام واضافته اليه وبعيدا عن الجدل اولا لابد ان نفهم معنى الثورة من المنظور العام فالثورة هي الانقلاب على وضع سابق ويتم تغيره .فالبنظر الى الواقع الجاهلي بكل جوانبه الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية .والتي جا الاسلام وقام بثورة عليها فتحول الناس من الشرك الى الاسلام في الجانب الديني .وغير الاسلام كل الانماط السائدة في الجانب الاجتماعي وكذلك طال التغيير والثورة كل جوانب الحياة كما لا يخفى اذا هي ثورة بكل المقاييس قام بها الاسلام على الوضع الجاهلي فتغير وجه الحياة بالكامل
هنا يأتي التساؤل لماذا يسلب الاسلام معنى الثورية لتوسم به بعض الحركات الاسلامية ام أن الجمود الفكري والتقليد هو من اوصلنا الى هذا الانفصام
لقد ظل جزء من الفكر الاسلامي فترة من الزمن يحارب الفكر المناهض للدكتاتورية وكان اصحابها يوصفون بالثوريين وغيرها من الالفاظ والتي كان الغرض منها الانتقاص حتى اصبح الحاكم وكأنه مقدس لا يحق لاحد الاقتراب من عرشه .فكل شي يطاله النقد والتوجيه الا عرش الحاكم والعجيب ان هذا الفكر جا بعد التحول او قل الانحراف الذي الذي اصاب خط هذه الامة بعد انقضاء المرحلة الراشدة المباركة وحول الحكم من حكم قائم على الشورى واحترام الرأي الى ملك قائم على الدكتاتورية ومصادرة الرأي الا فيما ندر فكانت النتيجة تقديس الحاكم وحرمة الخروج عليه مهما بدر منه من اخطاء مع أن عصر الصحابة وكثير من التابعين خرجوا على حكام زمانهم والتاريخ شاهد على ذلك والمشكلة ان الاحباط الذب اصيب به كثير من المصلحين بسبب عدم حصول التغيير ونتيجة لكثرة الدما التي سفكت وبمرور الزمن اصبح منهجا عاما اي حرمة الخروج على الحاكم الظالم مع ان لتلك المرحلة ظروفها وحكمها والتي لا ينسحب على مرحلة اخرى {الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان } والاكبر من ذلك ان هذا الفكر ارتبط بالمنهج السني واصبح الناس ينظرون الى الشيعة على انهم هم الثوريون مع ان عصر الصحابة لم يعرف الخنوع وحين نتحدث عن الثورة والنهج الثوري لا يعني ذلك خروجا بالسلاح بالضرورة وانما الثورة بمعناها الشامل ثورة علمية واقتصادية واخرى سياسية تتناسب مع ظروف كل عصر وزمان غير ان المشكلة العصرية عند بعض المدارس السلفية هي شرعنة الانظمة الموجودة واضفاء الشرعية عليها مع انها انظمة استبدادية لا تمتلك مقوم من مقومات البقاء
لذلك يجب ان نعيد النظر في بعض الافكار التي نحملها فيما يخص الحاكم وان ندرك ان الحاكم يستمد شرعيته من الشعب وليس العكس