fbpx
أصبحنا شعباً منهمكاً وقلقاً بالسياسة

أصبحنا شعباً منهمكاً وقلقاً بالسياسة

د. فضل عبد الله الربيعي 

اعتاد الناس  في كثير من المواقف يقولون مالا يفعلون وخصوصاً في الشأن العام كما يجري الحديث في المرحلة الراهنة عن  السياسية  وقيم العدالة والوحدة ، والثورة والديمقراطية والمجتمع المدني .وقبول الاخر وعدم التعصب  والتوافق.

يمكن القول إن بعض من هذه القيم والمفاهيم هي حديثة جاءت إلى حياتنا من الخارج ، اذ لم تنبعث من طبيعة ثقافة المجتمع الاصلية . فقد  اخذت عدد من الصور كالخطابات والهتافات وشعارات تعلمناها من الصحف والإذاعة والتلفاز ، او في الموتمرات والندوات والمهرجانات والجلسات المختلفة ، وبقية  في مجال الكلام والجدل والانتقاد فمن الصعب أن نجدها تفعل فعلها في الواقع الاجتماعي.

اذ نلاحظ بعض الاشخاص  يتحدثون بأرقى ما جاءت به الحضارة من مبادئ ومفاهيم السياسة لكنه حديث سطحي  استهلاكي ترفي ، وخلفه تتمترس الشخصية باالعصبوية القروية والقبلية والجهوية والطائفية.

اذ نجد الكل يتحدث في السياسة ومفاهيم الحكم والسلطة يتحدث عن النشاط السياسي والاخطاء ويضع المعالجات لها فاذا ما كان هو في اعلى هرم المكونات السياسية لصارة الامور على اكمل وجه .

 لقد أصبحنا شعباً منهمكاً وقلقاً بالسياسة وهذا نابع من ان السياسة هي التي ترسم مصالحنا ومنها ننفذ الى طموحاتنا الشخصية ، فالكل يجيد المجادلة في السياسة إذ لا تكاد تتحدث مع سائق التاكسي أو بائع القات , او جندي المرور ، أو العامل في المحل التجاري او المزارع ،  الأَّ ويتحدث عن السياسة وأخبار السياسة  وتفاصيلها وتحليلاتها نراه ينتقد ويحلل ويوضح التصورات والحلول وكلها  نابعة من  راية الخاص ورايه هذا هو الرأي السليم والصائب وغيرة على خطاء. واذا ما اسندت الامور له فانه رايه مخلص للكل المشاكل .

اذا لماذا هذا الهوس  وهل فعلا ممكن ان نحترف السياسة ونكون سياسيين  البقال والمهندس والطبيب والفلاح  ورجل الدين ؟ وما سبب ذلك ؟

يمكن القوال ان ذلك يعود إلى طبيعة  الانقسامات التي شهدها ويشهدها المجتمع  ولاسيما  بين النخب السياسية التي جرت نفسها على قطاع واسع من الناس فالسياسيون هم سبب ماسينا .

.د. فضل الربيعي  . استا علم الاجتماع المشارك . جامعة عدن