fbpx
ذاكرة نوفمبر ..هكذا أستفز ماضي الآباء حاضر الأبناء

هل هلال نوفمبر فأكتمل وأصبح بدرا،أيقض نوره الساطع الذاكرة النضالية الجنوبية المنشغله إلى حد النسيان بصراع القادة والقاعدة وبزخم  نضالها وسعيها الحثيث لنيل الأستقلال الثاني ،إستعاد أبناء الجنوب ذكريات الآباء والأجداد أرجعت ذاكرتهم نفسها إلى ما يربو إلى نصف قرن من الزمن، أستعرضوا تفاصيل أحداث شهدتها العاصمة عدن وأخواتها مستلهمين منها عنفوان المجد ، مستنشقين إنسام المجد وعبق التضحية .

أهتز ت بل زلزلت جدرانها (الذاكرة الجنوبية) تشبعت أنفاسها بزخم الماضي وصفات الآباء والأجداد وعادت، عادت  لوضع  ماضيها أمام مرآة حاضرها ، لم يمر وقت طويل حتى أرتسمت على محياها علامات الذهول والدهشة وأبتسامة باسطة بأسترخاء على شفتي التاريخ .

نطق  الجميع  بذهول وتسائل . . يا آلهي . . ماذا يحدث ماذا؟

دخل الجمع  مجددا دائرة الدهشة  والولوج في دوامة التساؤلات نظرت في كل الوجوه  باسمه ناشده بصوت رخيم مغازلا للقلوب مدغدا نياط العاطفة (نوفمبر اليوم جأنا عود لنا من جديد- – فيه إستعدنا الكرامة وأصبح الكل سيد) إنشدتها مرات في حضور الجميع فغادرت بهدو  رقعة المكان وجغرافية الوجود.

تركتهم لإنشغالهم ولأنذهالهم ودهشتهم وحيرتهم .

عاد الجمع إلى دخول دوامة التساؤلات . . لماذا حضرت الآن وأستعرضت ما تكتنزه بحرص؟ لماذا عرضت أمامنا ما عرضت؟

هل هي تواسينا؟ هل تعزينا في كرامتنا وغيرتنا التي تعتقد أنها رحلت برحيل أبائنا وأجدادنا؟

هل ترثي حالنا هل تذكرنا بأمسنا هل تودع نخوتنا التي تضن أنها غادرتنا إلى الأبد؟ هل وهل وهل ؟

أجمع الجمع ونطق بصوت واحد ، ياااه لقد وجدتها ،أنها تستفزنا . . أنها تستفزنا يارجال .

نعم أستفزت ذاكرة نوفمبر شعب الجنوب بإستعراض مفاتنها النضالية الخالدة أمام أبصارهم واسماعهم وكأني بها وهي تصرخ في وجوههم أين أنتم من هولئك الرجال الشجعان؟ أنكم تقتلتون كبريائي وتذبحتون عزتي وأفتخاري بنفسي وبمن أشبعوني بأجمل مقاطع الفداء والعطاء، لقد ذبحتوني بخنوعكم وخضوعكم وصمتكم من الوريد إلى الوريد.

كفأكم نوم أستيقضوا، أفيقوا من سباتكم العميق أم أنتم راضون عما يجري بوطنكم ويلحق بكم يوميا من خزي وعار؟ ماذا ستقولون لأبنائكم وأحفادكم غدا أو بعد غد؟ بماذا ستجيبون على أسئلتهم البريئة عندما  سيسألونكم ذات يوم قريب ( لماذا يأبتي وضعتمونا) في هكذا مواقف وهكذا وضع؟

فعلا تساؤلات أستفزتهم ،جرحت كبريائهم ، أقتحمت أسوار تحفظهم ودمرت قلاع ترددهم العتيقة، دكت مداميك تخاذلهم المتينة ، هدمت جدران صمتهم العالية ،عانقت توقهم لمعانقة مآثر أبائهم وأجدادهم بادية أعتذارها الشديد عن التفريط بمنجزات نوفمبر العظيمة ،معلنه أستعدادها مسح خطيتها التاريخية فعادت عدن وعاد الجنوب مستعيدا ذكريات وماض النضال متسلحا بعنفوان مجد الآباء والأجداد وعزتهم وتضحياتهم وإصرارهم وكرههم الشديد لمرارة الحاضر وضلم حكامه.

فعادت ذاكرة نوفمبر  وقابلتهم لوقت قصير جدا جدا في ساحة شهداء الجنوب بالمنصورة وفي شارع مدرم بالمعلا وفي كل شبر على أرض الجنوب

لتقول لهم  شكرا لكم الآن أستئذنكم في الرحيل والعودة إلى من حيث أتيت  ولم تنسى  تهنئتهم بذكرى ميلادها آل ٤٥ وعلامات الرضاء بادية على محيأها والابتسامة بادية بجلاء على شفتيها.

أنتهت الحكاية وكل عام وأنتم بخير