fbpx
العصبة الجنوبية

للمرة الألف يؤكد شعب الجنوب إنه شعب عظيم بل ويبين عظمته في تجاوز جراحاته والقفز على أسوار مواجعه سالكا درب توحده المعبد بدماء خيرة شبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله.
وكعادة أحرار وحرائر الجنوب برهن شعب الجنوب اليوم حقيقة تحضره ورقي سلوكه وعراقة ثقافته ومدنيته وسلميته في نضاله الطويل والشاق حتى في التعامل مع من ناصبه العداء وأخلق له الخصومة وضمر له الشر من العدم .
أبناء الجنوب وعلى الرغم من مرارة وبشاعة مأرتكبه محتل وطنهم بحقهم من جرم يفوق وصفه البشاعة وتتخطى حدوده الإبادة ضل أبناء الجنوب ماضون قدما على درب نضالهم مسنودين باتساع رقعة ثورتهم وبسطها على خارطة وطنهم المحتل عن بكرة أبيه وبوتيرة عالية لم توقفها شي إلا خطوط التماس الحدودية مع الأشقاء بمن فيهم الجمهورية العربية اليمنية مزودين بطاقة الاستحقاق وشرعية المطلب وأمنيات نبل الهدف وعزيمة النصر الفولاذية الكامنة فيهم.
اليوم وفي ذكرى الحرب العسكرية والعقائدية والمناطقية التي أعلنها وأشعل جذوتها من على منصة ميدان السبعين حاكم اليمن المخلوع بطريقة مهينة من قبل شعبه ونفذها بانتقامية مدفوعة بنيران حقد لا متناهية مئات الفيالق القبلية والمليشيات التكفيرية وكتائب النهب والفيد والسرقة في عام 94م الأسود.
تلك الحرب القذرة التي أرادوا بشنها على الجنوب بأرضه وشعبه إبادة كل نفس بشرية جنوبية والسيطرة على كل ممتلكات شعبه ومقدراته الاقتصادية وطمس هويته وثقافته المدنية المتحضرة أجتمع الجنوبيين كعادتهم وبنفس الدرجة من الرقي والسلمية يحسدون والتحضر في ساحة عامة بقلب عاصمتهم وحاضرة وطنهم العربي (الجنوب) ساحة لها رمزيتها الوطنية والتاريخية في قلب كل مواطن جنوبي قادمون من كل فج جنوبي عميق وعلى الرغم من سوداوية المناسبة وبشاعة الحدث وما ترتب عليه فيما بعد جاءوا ليسمعوا كل ذي سمع ممن حولهم ويشهدوا كل ذي نظر في الكون صوتهم الواحد الرافض البقاء والتعايش مع من قتلهم وشردهم ونهب وسلب كل ما تكتنزه أرضهم وليوضحوا تفاصيل جريمة 27 / أبريل عبر مانشيتات بشرية عريضة تحتل رأس ووسط وأسفل وكل شبر من ساحة الحرية بخور مكسر وما تلاها من جرائم لا تقل بشاعة عن جريمة التدشين الأبريلية على مدى 19 عاما مضت.
من عدن قلب الجنوب وحاضرته وأم مدائن الشرق أطلق أبناء الجنوب صرخة مدوية هزت عروش أباطرة النفوذ والفيد في صنعاء ولامست قلوب الجيران من الأشقاء وعانقت مسامع الأصدقاء في قارات العالم المختلفة .. صرخة دوت في أرجاء المعمورة قاطبة عنوانها ثورة جنوبية عربية تحررية لا تفاوض حولها ولا تراجع عن مواصلة السير على دربها حتى تحقيق المبتغى ونيل الهدف .
ومن قلب المدينة الساحرة عدن أرسل أبناء الجنوب الأحرار رسالة قصيرة جدا .. رسالة صغيرة الحجم وكبيرة المحتوى .. رسالة عظيمة على اللسان وثقيلة في الميزان وواضحة في البيان مفادها إن شعب الجنوب كتلة واحدة .. لحمة واحدة .. يد وروح ودم وصوت وهدف واحدة أي وبمعنى أكثر وضوحا وبساطة عصبة واحدة .