fbpx
عذرا أستاذي هشام باشرا حيل

أيقضني ناقوس ذكرى رحيلك الأولى ..دعتني صور ذكرياتي القليلة  معك  بغد إن أقلقتني مساحات الفراغ الذي تركه غيابك فينا .. استفزتني حقيقة ما قمنا به وقدمناه من أجلك عقب رحيلك . فسافرت على عجل إلى مطارح فصاحتي  باحثا عن بلاغتي  وعرجت مسرعا نحو خيام قدراتي الكلامية لأنتقي منها من المفردات والجمل ما يمكنني من التعاطي مع الحدث وخوض غمار الحديث عن المناسبة الخاصة بإنسان كبير وشخص عزيز على القلب والخاطر.. أستاذ قدير بدرجة صحفي كبير وهامة صحفية من عيار علامة فارقة في تاريخ الصحافة المحلية والعربية .

وعلى الرغم إني أعرف تماما وأنا أحاول يائسا تخليد ذكرى أستاذي الكبير هشام باشرا حيل رحمة الله وطيب ثراه سأبدو أنا وقلمي ومقالي هذا متقزما أمام عظمة الرجل وتاريخه ومكانته الصحفية والاجتماعية ولكنني  لأعرف لماذا وجدت نفسي مدفوعا وبإصرار غريب على خوض هكذا مغامرة .

اليوم وأنا أقف بإجلال واحترام كبيرين أمام ضريح السنة الأولى من رحيلك أيها الأب والأستاذ والمربي العظيم فإنما أقف أمام عميد واحد من أعرق ديار الصحافة العربية على الإطلاق ومالك وناشر ورئيس تحرير صحيفة عدنية جنوبية تتواجد بين طلائع الصحف العربية العريقة في العصر الحديث .

أتذكر أنني قبل عام من الآن أي بعيد رحيلك  بيومين تقريبا كتبت رثائية كلامية في هذه الصفحة وعلى صدر هذا الموقع الشهير عنونته ب ( لقد قتلوك يا نصير الحرية) وها أنا اليوم أعود ومن نافذة عدن الغد نفسها محييا مع كافة محبوك وتلامذتك  ذكرى رحيلك الأولى.

ولكن وقد فعل بنا عام من رحيلك  ما فعل ..وقد ألتهمتنا صحاري وفيافي غيابك وأخذتنا إلى مناطق الضياع التي نجهلها من قبل.
 فلا شك إن رحيل أبا باشا الأبدي وغيابه النهائي عن أسرته وأصدقائه ومحبوه ونحن تلاميذه وطلاب مدرسته الصحفية الرائدة ( الأيام) قد أحدث فينا جميعا فراغا لن يسد بعد .

فذكرى رحيل هامة وقامة صحفية وشخصية  عدنية جنوبية اعتبارية لها وزنها إعلاميا وسياسيا واجتماعيا كهشام باشرا حيل يجب إن لا تمر مرور الكرام ويتم التعاطي  معها كأي حدث آخر بل يجب إن نجعل منها مناسبة وطنية كبرى ننظم ونقيم لها الفعاليات السياسية والثقافية والرياضية المختلفة ونخيل يوم ذكرى رحيله إلى يوم للتوعية بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة .. يوما للكرامة واستعادة الحقوق ورفع المظالم ونبذ الانتهاكات الإنسانية .

أستاذي القدير هشام باشرا حيل : إنني أقف اليوم أمام ذكرى رحيلك محاولا أحيائها أقف وأنا  شاعرا بالخجل بل قل بالخزي والعار منك كوني ومعي كل زملائك وتلاميذك ورواد مدرستك الصحفية العريقة لم نقم بواجبنا نحوك ولم نأخذ من مرحلة قبل رحيلك خطة وبرنامج عمل لنا بل ولم نعطيك شي ولو يسير مما علمتنا إياه من فنون ومهارات العمل الصحفي  اقتصاصا لك ممن ظلموك وعذبوك ومن ثم قتلوك ولم نسخر ما تعلمناه  في ايأمك الرائدة على كشف وتعرية حقيقة من دمروا مؤسستك الصحفية وصحيفتك العدنية الشهيرة والحقوا الضرر البالغ بأسرتك وممتلكاتك .

نعم سيدي أعذرنا لأننا خذلناك وتقاعسنا عن أداء واجباتنا نحوك ووقنا كالعجائز نندب حضنا العاثر ونشكو واقعنا المرير بالبكاء والشكوى المذلة .

أعذرنا سيدي الفاضل على كل ما فعلناه تجاهك  ولكن دعنا نترحم عليك وندعو الله العلي القدير أن يغفر ذنبك ويعفو عنك ويسكنك في خير مساكنه ..