fbpx
شعب الجنوب هو من يقرر الحلول رسالة عاجلة إلى كل العقلاء في الشمال

إلى كل الشرفاء والعقلاء في اليمن الشمالي ، ندعوهم إلى النظر بعمق الى تلك الاوضاع المخيفة التي يعيشها اليمن بعامة والجنوب بخاصة الذي تفرض عليه حالة الطوارئ المستمرة ، وإعلان العدوان الهمجي الدموي وممارسة كل انواع الخداع والتضليل والكذب بهدف إعادة فرض الوحدة بالقوة عليه .
تعرفون ما تعرض له الجنوب بعد اجتياحه العسكري في 1994م ونهب ثرواته وتشريد ابنائه ووئد مستقبل شبابه ، واليوم يجري إعادة انتاج هذا الواقع بصورة جديدة عبر ما يسمى بالحوار الوطني .
لقد مارس نظام صنعاء الجائر القديم الجديد كل اصناف القهر والاحتلال وباسم الوحدة والوطنية الذي لم يستفيد منها ألا الناهبون والفاسدين تجار الدين والسياسة والقيم ، إذ عبثوا بثروات الجنوب وتطاولوا على ذاكرته التاريخية ، واذلوا رجاله وهجروا شبابه ، فمهما طال الوضع وساد الظلم ان الأجيال المتناسلة لم تنسى ذلك ، لقد انتفض شعب الجنوب بثورته السلمية العادلة والمشروعه بهدف تحقيق خيارة بفك ارتباطه مع صنعاء والعودة لبسط سيادته على تراب ارضة التي عرفها شعب الجنوب طوال حقب التاريخ ، وقد سقط آلاف الشهداء والجرحى في سبيل تحريره . واليوم تحاول قوى الظلام والفساد والوهم التي استثمرت الشعب في الشمال ان تفرض إعادة صياغة الوحدة عبر ما يسمى بالحوار الوطني الملغوم وتوهم العالم بان الجنوب حاضر فيه وان الحوار الحالي بشروط المغتصب واليته هو من يأتي بالحلول لقضية شعب الجنوب .
لقد تبينت بجلاء تلك الاساليب التي عبرت عنها القوى والأحزاب السياسية المشاركة في الحوار عبر رؤاها تلك الجذور والتوصيف والحلول المقترحة لقضية شعب الجنوب ، ان هدفها واحد تجاه الجنوب في تقاسمه كغنائم بصيغ جديدة بين السابقين واللاحقين ، مهما اختلفت أو تباينت في خطاباتها وصيغها ،الا ان هدفها الفئوي والاستئثار اضح ، وتستقوي بقوة الخارج .
وعليه علينا ان ندرك تلك المؤامرات التي تستهدف الشمال والجنوب معاً ، عبر مشروع تقسيم اليمن إلى اقاليم يتنافى مع حقائق التاريخ والواقع ، والذي سوف يحول اليمن الى صومله حقيقية بحيث تظهر مستقبلا الخلافات والصراعات بين هذه الاقاليم ويبدأ كل اقليم يطالب بالانفصال ويأتي العالم لتقسيم اليمن إلى ست دويلات. بدلا من دولتين عرفهما التاريخ .
ندعو كل الاخوة العقلاء في الشمال إلى مناصرة شعب الجنوب في استعادة حقه بدولته المستقله ، وبناء دولة مدنية في الشمال والحفاظ على الاستقرار ومصالح الشعب في الدولتين وخلق ارضية ملائمة للتبادل التجاري وتنظيم العمالة والاستثمار والاستفادة من كل الفرص المتاحة في الشمال والجنوب .
ندعوكم للعمل معا للضغط على حكومة الوفاق ومؤتمر الحوار لوقف الخداع واللعب بقضية الجنوب ، والتوقف عن الحرب الإعلامية والدبلماسية والعسكرية التي يمارسها النظام وأعوانه لإضعاف مشروعية قضية شعب الجنوب.
ندعوكم للخروج عن مفهوم قدسية الوحدة وفرضها بالقوة ، فان امر بقاء الجنوب في الوحدة هو امر متعلق بالجنوبيين وحدهم ؟
كما ان ممارسة الاحتواء وصرف الاموال والدفع ببعض التيارات السياسية والعقائدية والاستناد على الدعم الخارجي و التشويش على قضية شعب الجنوب عبر عدد من القنوات والوسائل التي تمارس اليوم ، والذي ينفق عليها النظام الملائيين من الدولارات من قوت الشعب والذي فرغ عدد كبير من الدبلماسيين والاعلاميين والسياسيين بما فيهم عدد من الجنوبيين في الداخل والخارج في مهمة التقليل من قضية الجنوب ومقارنتها بمظالم ومطالب حقوقية اخرى فذلك امرا لا يجدي سواء التضليل على الرأي العام واستنزاف للمنح المالية وخزينة الدولة ليس ألا .
يكفي دجل وخداع وتزييف فذلك لم يستمر ولم يجدي ، ولا يمكن ان تدفن القضية ، مهما ابتعدوا عن فهمها الحقيقي ، ومهما تبدل النظام فان قضية شعب الجنوب سوف تبقى قائمة ، وقد عبرت عنها ممارسات طالت العشرين العام الماضية، ولم تتغير تلك الفلسفة والثقافة ، بذلك لم تسقط القضية ، فهي قضية شعب وهو من يقرر الحلول لها .
ممارسات لا يمكن ان نفسرها الا بأنها تحمل عداوة وزر التاريخ استهدف كل نواحي الحياة في الجنوب بشكل تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية ، هذا هو الواقع الصعب والمرير الذي يحس به كل جنوبي اليوم بغظ النظر عن مواقف القلة منهم اليوم الذي تبدوا لكم انها الضمان للوحدة المقدور بها ، لان الحرمان والقهر تتحكم به ثقافة الغلبة وقد دفع شعب الجنوب ثمن نزاهته ذلك العدوان الهمجي عليه ،فلم يكرر ذلك مرة أخرى لانه يعرف ماذا يكون مصيره الذي لم يستطيع أي طرف ان يقنعه بعكس ما لمسه ويعايشه اليوم . هذا هو الوجه الحقيقي والواقع الأخلاقي لنظام صنعاء الجديد القديم والقوى التي تحالفت في الحرب عليه في 1994م ، فهم اليوم يخططون لشن الحرب الثانية على الجنوب بطرق وأسلحة اخرى استحضروا لها مبررات جديدة عبر ما يهدفون اليه بمخرجات حوار مرفوض من طرف ومفروض من طرف أخر هو من هيا ويهيا لوجود مناخ للفوضى والاحتراب ومليشيات التكفير في الجنوب التي تهدف القضاء على الحركة الثورية التحررية السلمية .
يضن هولا انهم يفرضون امر واقع جديد لقبول استمرار الاحتلال للجنوب ، والخلاص على قضيه شعب الجنوب.هي هات ان يتحقق ذلك ينتصر الظلم والشيطان على الحق والإنسان .
فالجنوبيين يدركون اليوم تماماً رحيل هذا النظام من الجنوب ، لأن معالم رحيله تتضح جلياً يوماً بعد الأخر ، كما يعبر عنها الوعي المتنامي والنضال المثابر الذي يخوضه ابنا الجنوب ومسيراتهم المليونية كما شاهدتموها ، وبتعميد دماء الشهدا الابرار التي تسفك بشكل مستمر على ارض الجنوب. وإصرار صنعاء على تجاهل تلك الحقوق وزيادة فرض المعاناة على الجنوب .
في الاخير ندعوا كل العقلاء بالشمال للوقوف الى جانب ثورة شعب الجنوب التحررية وتدارس الوضع بعمق بعيداً عن مشاريع الزيف السياسي المجربة . للحفاظ على ما تبقى من مشاعر الاخوة والتواصل الاجتماعي والإنساني والاستقرار .