fbpx
مخرجات الحوار ستدمر الجنوب وتحوله إلى ساحة صراعات مخيفة !!!!

 بقلم : د . فضل الربيعي

إلى السيد جمال بن عمر وسفراء الدول الراعيه للمبادرة الخليجيه ، أن مخرجات الحوار سوف تدمر الجنوب ، إذ كنتم لا تعلمون ، فلنا ان نتساءل  هل انتم  قابلين بذلك ؟

دون شك ان قضيه شعب الجنوب تتميز عن عدد من القضايا الاخرى في اليمن ،  بل وتختلف عن الكثير من القضايا الوطنية التي تبدوا مشابهة لها في الوطن العربي كقضية جنوب السودان مثلاً أو غيرها.

 من هناء لابد من إعادة النظر في دارستها بعمق بما يلامس كل جوانبها وعلاقاتها الداخلية والخارجية .

ان فضية الجنوب مع الطرف الاخر “الشمال”  هي قضية أعمق مما ينظر لها المراقب الخارجي  ، فالجنوبيون يعتبرون انفسهم اصحاب ثقافة وهوية أخرى تميزهم عن الشمال ، لم يكن ذلك أحساس مجرد ، بل احساس مجسد في المعاملة والمشاهدة الواقعيه ، لقد ظل الشمال السياسي يعمل على تفتيت الجنوب من سياسة الامام إلى حكومة الوفاق ،  وعليه بان الاعتقاد ان قضية الجنوب سوف تحُل عبر ما يسمى بالاقالييم أو الدولة الاتحادية في ظل وجود الغلبة السكانية لصالح الشمال وان ذلك سوف يؤدي الى منع الجنوبيين عن خيارهم في استقلال دولتهم، فذلك وهم .

 وإذا ما مُرر مشروع الاقاليم التي قد يقبل بها بعض الجنوبيين ويرفضها الاغلب دون شك . فتلك المخرجات سوف  تنعكس على وحدة الجنوبيين سلباً وقد تؤدي إلى إثارة الصراعات بينهم ويدخل الجنوب مرحلة صراعات اجنحة وفصائل وهو ما قد تم التخطيط له منذ سنتين تقريبا اذ توزع الاسلحة على بعض التيارات الموالية للشمال والمعارضين لخيار الشعب في الجنوب وبالتأكيد سيحصلون على الدعم من الشمال ، حينها لم يستلم خيار الثوارفي الجنوب ، ربما قد يرى الشمال ان تحويل الجنوب الى ساحة صراعات سوف يقضي على  من يسمونهم انفصاليين وهذا كفيل لمنع الجنوب من المطالبة باستقلاله ، لم تكن هذه الفكرة  من صنع الوهم او الخيال بل تستند الى عدد من المعطيات الواقعية  ويستند  اليها كل شمالي في مجادلته للجنوبي كمسلمة في ذهنية السياسي الشمالي من انكم سوف تتقاتلون  .

 يظهران الشمال السياسي يحاول ايجاد التقارب بين مجتمع الشمال الذي يعاني من انقسام حقيقي وتباعد ثقافي وطائفي وذلك على حساب الجنوب ، حيث  تم استقلال واستثمار الجنوب لصالح وحدة الشمال ، فالنظام يستثمر المواطن الشمالي ايضا لمواجهة مخاطر الانفصال كما يدعي باسم الوحدة مثلما نهب الجنوب باسم الوحدة . وكله على حساب الجنوب وتشتيته ، فأي وحدة يتحدثون عنها ؟؟.

ان تحويل الجنوب الى ساحة صراعات لا يمكن ان تكون كما يعتقدون  بان تلك الصراعات سوف تنحصر بين  الجنوبيين وحدهم ، بل ستحول الجنوب بأكمله الى بؤرة للصراعات في المنطقه التي قد تختلط فيها اطراف عدة بحكم اهمية موقع الجنوب ومصالح العالم ، ومن ثم ان المخاوف من انفصال أو استعادة دولة الجنوب التي سمعناها كثيرا من عدد من المحللين والمراقبين وفق ما سوقه نظام صنعاء . لكن تكن الا في حالة عدم وجود الحل الصحيح  لقضية الجنوب كما هو واضح في مخرجات الحوار المزعوم.

 اعتقد ان حل قضية الجنوب لا يأتي عبر ما يروج  له بالتقسييم إلى اقاليم وأنا كجنوبي أفضل ان تبقي الامور كما هي  إلى أن يصحى اليمنيون ويتفهم الخارج لقضية شعب الجنوب كما هي لا كما يردونها وبالتالي البحث في إيجاد الحل الناجع لها والمعبر عن ارادة الشعب، ذلك سوف يساعد على الاستقرار باليمن والمنطقة .. والله على ما اقول شهيد !!