fbpx
لم يظلمني العالم بل انا من ظلم نفسي ؟

بقلم : احمد اليهري

قال تعالى : ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

ان انتصارنا لقضية شعب الجنوب هو بتركيزنا على مضمون القضية الجنوبية وليس على الفروع والهوامش التي لاتغيير شي في المعادلة السياسية ولكن تزيد من توسيع الشروخ وتباعدها ..

انحراف البوصلة :

ان انحراف البوصلة احدث ازمة داخلية في الحركة الوطنية الجنوبية بسبب الصراعات العبثية والوهمية بين المكونات التي انهكت الشارع واضاعت من الوقت الكثير في العمل العبثي , وتجد البعض من قيادات الحراك يتعاملون مع الخلاف والاختلاف على انه جزء من ثقافتهم ويحاولون تكريس ذلك في حياتهم العامة.

وتجدهم كذلك غير صادقين, فهم في مواضع كثيرة تجدهم يحاولون الالتفاف على فشلهم والمعطيات التي لاتعجبهم ويفسرونها وفق معطياتهم ونزواتهم الشخصية.

الوقت :

نجد ان الوقت يذهب في صراع عبثي وهذا الصراع قام بتقسيم المجتمع الى كتل وجماعات وهمية واضعف القضية الجنوبية على الصعيد الدولي .

الصحيح والمفترض ان نكون اليوم ,وبعد نضال شاق وطويل ,نعمل على ملفات استراتيجية بتصعيد القضية الجنوبية اقليمياً, وليس العكس, بعد 8 سنوات مازلنا لا نستطيع ان نتفق على من يكون في المنصة ومن هو الشرعي وغير الشرعي ..

كل هذه الاعمال الصبيانية اصبحت مرصودة لكل دول العالم المهتمة بقضية شعب الجنوب , ولكنها اصبحت حجر عثرة وحمل ثقيل , امام كثير من الاخوة الناشطين الجنوبين في الخارج الذينا يتعاملون مع المنظمات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية , بسبب مشكلة عدم توحيد فصائل الحراك الجنوبي والصراع الداخلي بين الزعامات وهذا مايثبت ويعطي حجج دامغة للعالم, ان هناك انقسام في الداخل الجنوبي .

وحدة المصير والنضال المشترك :

ولكي نكون واضحين كل التجارب التاريخية وتجارب الواقع اليوم تثبت ان العالم لايتعامل ولايهتم ولايستطيع التعامل مع الكيانات الضعيفة والقيادات الطفولية التي لاتستطيع ان تفرق مابين العمل الميداني والعمل السياسي .

ولكن يتعامل العالم مع الحالة الصحية ,نموذج الكيان السياسي المنتظم اجتماعياً سياسياً ميدانياً المسيطر على الارض , وبغض النظر عن المشاريع التي يحملها هذا الكيان ولكن الواقع يقول ان التعامل مع الكيان السياسي المنتظم أمن من التعامل مع الكيان الفوضوي الخطر, وفي نهاية المطاف لاتوجد ثوابت مقدسة في السياسة الدولية ولكن توجد متغيرات ومصالح والعالم يتعامل مع المتغير ومن يستطيع ان يفرض المتغير والواقع الجديد على الارض هو المنتصر , وكل ذلك يتحقق بوحدة المصير والنضال المشترك لتحقيق ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ والغايات .

دور النخبة في الوعي المجتمعي :

اليوم هناك واجب على النخب الفكرية ان تبلور وعي فردي مجتمعي مستقل ليمكنهم من اتخاذ مواقف تضغط على هذه الوبيات العقيمة المسيطرة , والصحيح ان تكون هناك رؤية نقدية للمجتمع لكي نستطيع ان نتعامل مع كل المعطيات المتغيرة , ويكون ذلك بطريقة التفكير من اجل تخطي الحلول القائمة ..

في نهاية المطاف يجب ان نكون موضوعوين في النقد ومنصفين في كل شي ونحاول ان نبتعد عن العصبيات الشخصية والمناطقية ونجعل من الحق والحقيقة هما ركن الحياة الانسانية .

انا مصمم على بلوغ الهدف فإما ان انجح ’’وإما .. أن أنجح …

ديل كارنيجي