fbpx
الثورة : بين المراهقة والشيخوخة السياسية!

 

د. فضل الربيعي

نحن بحاجة الى استثارة عقولنا من خلال خلق حالة سياسية تؤسس لتشكيل منظومة سياسية ، تستدعي انضاج للطفولة السياسية وترك الشيخوخة السياسية التي يراد لها أن تكون حكماً في المسائل السياسية.

فمنذ ثمان سنوات  يبدوا ما زلنا نسير على الدرب ذاته ولم يحدث حتى الآن تحول جديد بالمعنى النوعي، اذ مازال الأمر غير قابل للحسم ، وهناك إصرار من طرفين طرف يراء على أنه الطرف الذي يحدد النتائج ويؤسس لما بعدها. وطرف مع الاسف ربط مصيره بالمناصب والاموال التي تدعمه بها صنعاء وقد اضر هذا الطرف اضرارا بالغاً في مسيرة الثورة ، لم تؤثر فيهم تلك الدماء التي سالت في وطنهم بنيران النظام المنتميين اليه!  وكأنها  دما شباب في جزر واق الواق ، سوف يسالهم الله عن دما ابنائهم واخوانهم ، ويسالهم التاريخ عن ذلك؟ !

ان الإشكال الذي نواجه اليوم هو في الخروج من هذه الدائرة المغلقة المطلقة التي تحاصر كل شيء، فلا بد من التخلي عن هذه الرؤية الذاتية التي تقول ” نحن كل شيء”، ولذلك آن الاوان للتفكير بعقلانية وببعد وطني يبدأ  في التخلي عن الذاتية المفرطة ، فلا أحد يستطيع حسم  الامور لوحدة ، هناك خطوات تأسيسية لابد من حسمها، وهذا ما يجب أن يحدث إذا ما أريد للأمر أن يسير بخطوات ثابته تصون كرامة الجميع ، وإلا فالموت سيبقى مهيمنا على رقابنا .

اتمنى من يتمثلون المشهد السياسي في الجنوب الذين يعتقدون أنهم جاؤوا لكي يبقوا قيادات إلى الأبد عليهم أن يدركوا أن هذا التفكير هو تفكير إطلاقي ، والمطلق مغلق، والمغلق يدمر، وقد عانينا منه كثيرا وهو الذي اوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم . ومن ثم فان الفكر السياسي من هذا النمط المغلق لم يعد صالحا اليوم بألبته. علينا أن نعترف أن الوطن والثورة والسياسة لا تورث  وان الجنوب ملى  بالكفاءات والحكماء .

ان الخروج من دائرة المُطْلقات والأبديات والاشتغال بالسياسة كما هي، لأنها فن الممكن وهي  متحرك ومن ثم هذا يوصلنا إلى تأسيس منظومة لفكر سياسي جديد يعتد على الحرفية والتخصص، فلابد من الإطاحة بمنظومة الأفكار المطلقة المحكومة بالأنانية المفرطة   والماديات المغرفة والرخيصة والشكوك المدمرة هذه التي يراد لها أن تكون حكما في المسائل السياسية.