fbpx
الشارع الجنوبي ليسا ملكا للبيض !!

مليونية فك الارتباط لا تعني أن الشارع الجنوبي ملكا للرئيس علي سالم البيض ، ولا تعني أن البيض وحده من يقود هذا الشارع العظيم أو أنه وحده هو صاحب “المحجة البيضاء” إن صح التعبير.

أقول هذا الكلام وأدرك حدة الهجوم الذي سأتعرض له من قبل بعض الممجدين لشخص البيض ، أو الذين تغفل عنهم حقيقة مثل هذه المفاهيم وخطورتها بحسن نية.

لقد سائني جدا أن أجد صحفي جنوبي زعم أن كل من شارك في فعالية فك الارتباط قبل أمس الثلاثاء قد أعلنوا بذلك الولاء للرئيس” الشرعي” علي سالم البيض ، وهذا تجني فاضح مع احترامنا وتقديرنا للرئيس البيض ودوره وشجاعته وقوة ووضوح مواقفه ، لكن ادعاء تملك الشارع أو ادعاء الولاء المطلق جريمة أخلاقية بحق الشعب الجنوبي الذي يحترم ويعتز بقادته لكنه لم يكن ولن يوما خاضعا لإمرة هذا القيادي أو ذاك بالمطلق الذي يتحدث فيه البعض اليوم ، ويحاول توظيفه لأهدافه السياسية بعيدة المدى أو تعزيز نمط فكري معين في أوساط الشارع الجنوبي.

أو كما ذهب أحد الشخصيات الجنوبية البارزة إلى إلغاء ما سوى الرئيس البيض – وأقصد المؤمنين بحق شعبنا الجنوبي بحريته واستقلاله – واعتبر كل من تغيب محسوب على مشروع إقليمي بعينه أو حلف سياسي معين.

بل إني أقول – وأتمنى ألا أكون مخطئا – أن البيض نفسه لا يزعم ولا يريد ادعاء ذلك ، وقد كانت الكلمات التي أوردها في خطابه وصاغها بعناية فائقة وذكاء كلمات تعبر عن شعوره وإدراكه بعظمة هذا الشعب وتنصله من مستغلي التمجيد والتطبيل وإلغاء الآخر حينما قال ” وعدي لكم، أن أبقى إلى جانبكم، وأنحني أمام كل فرد ٍ ثائراً منكم، وأن أبقى تحت طوع إرادتكم حتى نشهد اليوم الذي ننتظره وينتظره شعب الجنوب العظيم” .

كما أنه يجب إدراك أن هذا الشارع الجنوبي الذي شارك أمس في مليونية فك الارتباط التي دعا لها البيض سيشارك بقضه وقضيضه إذا دعا مثلا الزعيم حسن باعوم لمليونية يوم 7 يوليو القادم. وهذا ما يجب أن يفهمه الكثير < بغض النظر من يدعو وينظم ، فالشعب هو نفسه الذي خرج في كل المليونيات السبع هو نفسه من سيخرج في الثامنة>.

هذا فضلا عن أن فعالية فك الارتباط نظمها الشارع الجنوبي قبل أن يخرج الرئيس علي سالم البيض من عمان وبعد ظهوره ، وخطوة فك الارتباط ليس البيض وحده من أعلنها بل منظومة حكم متكاملة انذاك ، إلا أن ذلك لا يعني عدم التأكيد على أن البيض صاحب شعبية واسعة وحضور قوي كجزء من مشروع هذا الشعب وليس كفرد أو شخص كما يحاول البعض تصويره ، وجزء من كل قواه الحية ومنظماته المدنية وقواه السياسية المؤمنة بخيار التحرير والاستقلال ، وأنه يجب على القيادات الأخرى كما يجب على البيض أيضا التقارب العاجل والحسم السريع لـ “أحجية” القيادة الجنوبية الموحدة.

كما أن من قاطعوا الفعالية أو أصدروا بيانات ضدها أو تغيبوا بقصد عنها إنما عززوا مواقف البعض الذي يذهبون باتجاه “تقديس الفرد”، وخذلوا بمواقفهم تلك شعبهم الجنوبي !!

حروفي أعلاه ليست ضدا لشخص الرئيس البيض ولا لطرف سياسي معين ، وإنما إيمانا مني بخطورة التعبئة الولائية المطلقة للفرد – أي كان – على العقل الجنوبي بالذات منهم الشباب ، على اعتبار أن ما يحدث في الجنوب ثورة شعبية ولائها المطلق لله سبحانه وتعالى وولائها الوطني للأرض التي يعيش عليها ويناضل من أجل استعادة هويتها الدولية التاريخية الاعتبارية في إطار سياسي عام ينظم ويدير شئونها سواء كان قائده شخص أو مجلس قيادي أو أي شكل من أشكال إدارة العمل السياسي – الشعبي التحرري (وهو الأمر الذي تتطلبه المرحلة اليوم قبل أي وقت آخر).

والسؤال الذي أكرره بعد كل مليونية .. ماهي الخطوة السياسية الحكيمة التي يجب عملها بعد المليونية “السابعة” ؟؟؟؟