fbpx
اي مصير ينتظر الشعب اليمني؟

كتب/علي عبدالله البجيري

بعد تسعة اعوام على الحرب في اليمن بين أبناء الوطن اليمني، صاحبها تدخل لقوات التحالف العربي، هاهي اليوم تخيم على الوضع اليمني صورة حالكة السواد تحمل مقدمات لما هو أسوأ، مادام الأطراف اليمنية المتصارعة ترفض الإمتثال لدعوات السلام والجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوقيع على اتفاق انها الحرب. الاستمرار في العبث بحقوق ومصير أبناء اليمن اضحت سياسة ممنهجة للمليشيات، فحالة اللاسلم واللاحرب تتغذى من حياة اليمنيين وأرزاقهم وحاضرهم ومستقبلهم.

مع الأسف المصالح ومغريات كرسي الحكم أضاعت الحكمة وأعمت البصر والبصيرة، وصارت أهم من ملايين البشر من اليمنيين الذين تحولوا إلى نازحين في اليمن ولاجئين خارج الوطن، أو صاروا في عداد المجهولين، أو جرحى ينتظرون علاجاً بات مستحيلاً، أو يبحثون عن قطعة رغيف الخبز تسد جوعهم أو فرش وغطاء يقي من البرد.

يوم عن يوم تتسع الكارثة، التعليم اصبح في خبر كان، والمستشفيات رغم وضعها الردئ قبل الحرب توقف العمل في العديد منها لعدم توفر الأدوية ومرتبات الأطباء وكوادر التمريض. وفي عاصمتي الوطن “صنعاء وعدن”تحولت الكثير من المنازل بسبب الحرب وما لحق بها من دمار وخراب إلى ركام والبعض الآخر منها مهجورة، تشكو حالها لكل من يشاهدها، وطرقات في كل الوطن مخربة، لا من يقوم بإصلاحها ولا صيانه لجسورها المتواضعه والمتقادمة، نسأل الله عز وجل أن يجنب البلاد والعباد كوارث البيئة وغضب الطبيعة، فأوضاع الناس لا تحتمل أزمات أخرى.

إذن ما السبب؟ انه الكرسي المتحرك والسلطة المطلقة والمصالح الخاصة التي يجنيها هؤلا من هنا وهناك. لا من يسأل ولا من دولة حاضرة تحكم بالعدل والقانون ، كل ما نخشاه أن تغرق البلاد والعباد في حرب داخلية أكثر مما هي عليه الآن، ثم تتمدد وتشمل كل اليمن، مدنه وقراه، وتخرج عن سيطرة المليشيات التي تعبث بالوطن ومصالح أبناء اليمن.

الآلاف من اليمنيين ممن صمدوا في مدنهم وقراهم يتضورون اليوم جوعاً، لا مرتبات ولا تعليم ولا صحة وفي ظل غلاء المعيشة وانهيار العملة من 12 ريال للدولار الواحد قبل الحرب إلى اكثر من 1450 ريال للدولار الواحد في عدن وفي صنعاء ستون ريال للدولار الواحد.
اسئلة محيرة وسياسة اقتصادية لا ترتبط بالقواعد والمفاهيم الاقتصادية. مشهد عجيب كلا يغني على ليلاه.

والأكثر قسوة وإيلاماً، هو ما تحدثت عنه تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات المجتمع المدني اليمني، من أن الحرب أدت الى عواقب إنسانية هائلة، ومن أخطرها، إضافة إلى القتل والتدمير، هي الانتهاكات اللا إنسانية، الغريبة عن الشعب اليمني وتقاليده. جرائم تمس كرامة الناس واعراضهم ومصالحهم تلاحقهم في السراء والضراء.

ليس هذا فحسب، فقد خرجت دعوات “تخون” كل من يطالب براتبه بانه عميل وخائن. وضع مزري لم يشهد أبناء اليمن في تاريخهم مثيل له، وكأن هذه الأزمة لا حل لها، ولا للاقليم والعالم ومجلس الأمن الدولي قدره على ايقافها. وإنقاذ شعب اصبح مجرد وقود لحرب ليس له فيها ناقة ولا جمل.

الخلاصة: الأزمة مستمرة، ووفد رسمي من الحوثيين يفاوض في المملكة العربية السعودية، ،ووفد من الشرعية يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة يشكو ويبكو . وبعد تسع سنوات من المأساة تجرأ الرئيس العليمي في خطابه بمناسبة عيد ثورة سبتمبر ويطالب “من قوى ومكونات الشمال بإنهاء خذلانها للشرعية اليمنية “. وهذا يحسب له,ولكن يا فخامة الرئيس هذه المكونات السياسية التي تتحدث عنها هي ممثلة في حكومة الشرعية وهي من لها مصلحة في الوضع القائم وكثير من قياداتها وأعضاء مكوناتها يتواجدون في دول الجوار وفنادق وعواصم العالم وهم من يستحوذون على مداخيل مبيعات النفط والغاز والمعابر الحدودية. هذه هي الحقيقة فأي مصير ينتظر هذا الشعب المغلوب على أمره، لاشي في الأفق المنظور، الأزمة مستمرة طالما والتحركات للحكومتين لا تعكس مطالب الناس ولا مصالح عامة الشعب ولا الاعتراف بالواقع القائم على الأرض للخروج من هذه المحنة.