fbpx
غزة تطورات دامية.وسيناريوهات متوقعه.

كتب/ علي عبد الله البجيري
غزة أرض فلسطينية لا تتجاوز مساحتها 360 كيلومتر، يسكنها 2،3 مليون مواطن فلسطيني، منذ عام 2006م وهي محاصرة، ومنذ السابع من اكتوبر الحالي قرر الاحتلال منع دخول الغذاء والدواء والماء والكهرباء، ليس هذا فحسب، بل ان القوات الإسرائيلية تشن عليها حرب مدمرة بإشراف عملياتي للجنرال الأمريكي “جيمس غلين” الذي وصل خصيصا لهذه المهمة.. إنهاء حرب إبادة لسكانها المدنيين تدخل اسبوعها الرابع والعالم يتفرج .غارات جوية و قذائف صاروخية أسقطت على القطاع حتى اليوم تساوي 12 الف طن بحسب الرئيس اوردغان، مفعولها يعادل قنبلة نووية حسب تقدير الخبراء العسكريين. ‏
تبرر أمريكا والغرب ان من أهداف الهجوم البرّي على قطاع غزة ردع إيران والمحافظة على نقطة توازن مع الشركاء وهو ما يعني انخرط واشنطن والغرب في صراعات المنطقة بشكل واضح. والسؤال هل غزة الفلسطينية المغلوبة على أمرها دولة كبرى حتى تتحالف ضدها الدول النووية العظمى باستثناء الصين وروسيا. في حرب إبادة جماعية حصيلتها حتى كتابة هذه المقال :
دمار وركام وضحايا بفعل 25 يوماً من القصف الإسرائيلي، أكثر من 8005 شهيد وأكثر من 19،743 جريح منهم 3342 طفلا، و 2062 سيده 460 مسنا، علاوة على وجود اكثر من 1000 طفل تحت الأنقاض و1،800 شخص مفقود.تشريد مليون ونصف مواطن فلسطيني من ديارهم ،تدمير ‎%‎50 من مساكن قطاع غزة ( المصدر وزارة الصحة الفلسطينية). هذه هي الديمقراطية وحقوق الانسان الذي تتغنى بها أمريكا والدول الغربية.على شعب أعزل لا حول له ولا قوة. اذا كان الهدف من هذا التدمير هو القضاء على حركة حماس، فمواقعها وأنفاقها معروفة لديكم وهي مرصودة بواسطة الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخبارية.فلماذا قتل الأطفال والنساء والعجزة.
الواضح أن الولايات الامريكية هي التي تولت زمام الرد على هجوم «حركة حماس» على مستوطنات غلاف غزة، الذي حقق عدد من الايجابيات التي تخدم القضية الفلسطينية، من بينها “قلب الطاولة”، على مفاوضات التطبيع في المنطقة، سواء في ملف التطبيع بين المملكة السعودية وإسرائيل ،أو الملف النووي الإيراني. و كذا هزّ صورة إسرائيل وجيشها.
أما المشهد الإعلامي الغربي فكان أكثر وضوحاً في تحيزه لصالح اسرائيل وترديد كذب بعيدا كل البعد عن المصداقية. ذلك التحيز تبثه بعض القنوات الإخبارية العالمية منها قناة سي إن إن CNN الأمريكية التي رددت مراسلتها”سارة سيندر” الرواية الإسرائيلية
‏ عن ذبح أطفال إسرائيليين على يد عناصر المقاومة الفلسطينية. سارة سيندر نشرت – لاحقاً تغريدة على موقع “إكس” قالت فيها، إنها تأسف لنقلها مزاعم عن “قطع رؤس أطفال إسرائيليين” واكثر من ذلك وصل الأمر الى أن يطلب الإعلام الاسرائيلي والغربي من الذين تم الإفراج عنهم من الأسرى الإسرائيليين تغيير أقوالهم لإدانة الفلسطينيين .
‏يحدث كل هذا بينما يبقى “اللعبون الآخرون” مجرّد مشاهدون، ونعني بذلك ما يسمى “محور الممانعة بزعامة إيران” الذي ملأ الدنيا ضجيج وتحريض، ضف الى تخاذل الانظمة العربية ، واكثر من ذلك رأينا الضعف الشديد الذي ظهرت فيه تلك القوى العظمى، وخصوصاً روسيا والصين، ما حال دون لعبهما أي دور فعال، سواء لنصرة الفلسطينيين، أو لتغيير النظام الدولي ذات القطب الواحد .حتى مجلس الامن الدولي المناط به حماية الأمن والسلم العالمي فشل في التوافق على بيان لوقف الحرب.
هناك سيناريوهات كثيرة تكتب حول مستقبل هذه الحرب نشرت أحدهم صحيفة “موسكوفسكي كومسوليتس” الروسية بعنوان: أربع نهايات للحرب في الشرق الأوسط.. للكاتب الروسي الشهير ” فلاديمير فورسوبين”وهي:
الخيار الأول- رهيب : محاولة تحقيق حلم اليمين المتطرف الإسرائيلي بمسح غزة بالجرافات. وبعبارة أخرى، ترحيل جميع السكان، ومقتل مئات الآلاف من المدنيين وآلاف الجنود اليهود.
هذا الاحتمال منخفض التنفيذ. ولا مصلحة لحلفاء إسرائيل بالتواطئ على مثل هذه الجريمة. وهذا السيناريو الجذري يتضمن صراعاً عسكريًا إقليميا أكيدًا مع العالم العربي برمته، واندلاع حرب عالمية ثالثة لاحقاً.
الخيار الثاني- سيء جدًا :أن تستمر العملية البرية لعدة أشهر، وتتحول غزة إلى أنقاض، على الأقل بتفجير أقبية غزة وأنفاقها، حيث يوجد مستودعات أسلحة ومصانع عسكرية. وعندها سيضطر المدنيون إلى الفرار. ولكن عددا أقل منهم سيموت مقارنة بما في السيناريو الأول.
احتمال هذا السيناريو متوسط التنفيذ، وسيكون من الصعب جدًا على الجيش الإسرائيلي تحقيق مثل هذه الهزيمة الساحقة لحماس على الأرض.
الخيار الثالث- سيئ : تنفذ العملية البرية، لكن تنتهي دون السيطرة على غزة. وتقوم الدول العربية بإدخال قواتها إلى المنطقة (مثل مصر والمملكة العربية السعودية) وتتولى مسؤولية إعادة إعمار غزة ومستقبلها. حماس لا تفقد ماء وجهها، ولكنها تفقد قوتها. وإسرائيل لا تحقق أهدافها المعلنة المتمثلة في تدمير حماس وبنية غزة التحتية، لكنها تنقذ حياة كثيرين. هذا الاحتمال منخفض التنفيذ. والرأي العام الإسرائيلي سيعد ذلك خيانة ولن يصدق اختفاء حماس من غزة.
الخيار الرابع–الأفضل على الإطلاق : لن تكون هناك عملية برية. السيناريو المحتمل: تتخلى حماس عن سلاحها وتستسلم (ليس لليهود، بل لطرف ثالث). بعد تدمير الأنفاق المشؤومة، تحضر قوة دولية إلى المدينة، ويعود سكان غزة إليها. اليهود، الذين لا يثقون بهذا السلام الهش، يقومون ببناء جدار ثانٍ، ويستعدون لحرب قادمة وإن تكن بعيدة، إنما حتمية. الجميع يفهم أن هذا طريق مسدود. احتمال تنفيذ هذا السيناريو للأسف، يكاد لا يُذكر. انتهي الاقتباس. وهنا اترك للقارئ التفكير باي من هذه السيناريوهات يمكن ان يتحقق وهو الأقرب وإلى ماذا ستؤول اليه حرب السابع من اكتوبر .
خلاصة القول : يقول الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش في كلمته أمام مجلس الامن الدولي : لقد أدنت بشكل لا لبس فيه الأعمال الإرهابية المروعة وغير المسبوقة التي ارتكبتها حماس في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
من المهم أيضًا أن ندرك أن هجمات حماس لم تأت من فراغ.
لقد تعرض الشعب الفلسطيني لـ 56 عاما من الاحتلال الخانق.
لقد رأوا أرضهم وهي تلتهمها المستوطنات بشكل مطرد، وعانوا من العنف، وتم خنق اقتصادهم وتهجر ذوييهم وهدم منازلهم. وقد تلاشت آمالهم في التوصل إلى حل سياسي لمحنتهم. انتهى الاقتباس. موقف سياسي يحسب له و يشكر عليه.