fbpx
واطمبشي عاده عشي! ….يا ( زهره)

بقلم | علي صالح محمد

قبل أيام شاهدت صورة لمحافظ إحدى المدن   الأمريكية وتسمى (شيكاغو)  وهو يجلس في حافلة نقل عام ، وبجانبه جلست أمراءه كانت تجري محادثه  هاتفيه تشكو فيها حالها ومرادها للحصول على وظيفة،  فاخذ منها الهاتف وأعطى التوجيهات لحل مشكلتها ، وحين عرف الركاب الآخرين  بأنه الحاكم سألوه عن سر ركوبه الحافلة مع العامة ، فأجاب : هكذا استطيع ان أتعرف على مشاكل الناس  ، اما إذا كنت في سيارة مغلقه ومعتمه  فلن أرى  مشاكل الناس على حقيقتها ، وعندها لن أتمكن من أداء مهام عملي كما ينبغي .

وبما ان الشيء بالشيء يذكر ،  فقد  صادف  قبل أيام  إنني كنت  متوجها  بسيارتي نحو مدينه  المعلا، مستخدما مساري   بكل هدوء وطمأنينة ، ولولا لطف الله لكنت وغيري   ضحايا حادث بسبب   عدد من  الآليات  العسكرية  ( الأطقم) المليئة  بالجند المجهز و المدجج  بأنواع السلاح   الخفيف والمتوسط حتى  الدوشكا  ، كانت  تسير خلفي  بسرعة جنونية و تطالبني  عبر استخدام ( الهون )  المزعج ، وليس  ( الونان )  لكي اخرج عن خط سيري إلى الخط الأخر  الذي  كان حينها  مشغولا بعربات أخرى ،وبعد ان أفسحت لها المجال -معتقدا أنها أطقم  متجهه لتنفيذ مهمة قتالية عاجله   – اكتشفت  – بعد تجاوزها    – أنها أطقم حماية  لموكب   السيد المحافظ   الراكب  حينها سيارة بيضاء معتمه ، و  كان وقتها  متجها لمبنى إدارته ،  والتي كادت  ان تتسبب بحادث أخر أمامي بسبب فوضى الازدحام  المروري ، لينتفض الجنود المرافقين من فوق الآليات  لفتح الطريق   بحركة انتشار قتاليه باهرة  لفتت  الانتباه وأدهشت كل من كان في الموقع ، حد التندر حين فقد احد الجنود وهو يجري  لاسترجاع البطة العسكرية  التي سقطت من  على خصره النحيل ، في منظر دراماتيكي محزن يلخص حال وصور البوءس  والعنجهية في آن.

>>>>> ، عندها  زارتني  بسرعة مشاعر الإشفاق  على السيد المحافظ   من واقع معرفتي  ،  بوصفه مهندسا اتسم  بالمدنية كمهندس خريج ألمانيا  ، وأصبح منذ توليه منصب المحافظ يعيش  بين أسوار الرعب والخوف التي  صنعوها بأفعالهم وممارساتهم ،وهنا حضرتني مقوله (خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز (63 – 101هـ) حين  كتب إليه أحد عماله (ولاته) يطلب منه أن يُقطعه مالا (أي يحدد له ميزانية) لترميم المدينة التي يتولي أمرها, ويبني حولها سورا يحصّنها به. فكتب إليه الخليفة عمر بن عبد العزيز ردّا يقول فيه «…بل حصّنها بالعدل, ورمّمها بتنقية طرقها من الظلم..».

>>>>>

>>>>>   وفي الوقت ذاته (قفزت )إلى ذهني صوره محافظ شيكاغو السيد (كام ايمانويل) ، والى جانبها صوره لرئيس وزراء بريطانيا  المستر (براون ) وهو يستخدم الميترو  وبقراء جريده ، وهو الذي زارت ملكته مدينه عدن في عام ١٩٥٤ لتقضي شهر العسل فيها وإذا بها تقضي شهرين ،وأيضا لصوره رئيس  وزراء هولندا   مع بعض وزراءه وهم يركبون (السياكل) متوجهين إلى موقع العمل ، أخذت  أقارن بين تصرف صاحبنا  ، و تصرف  حاكم الولاية التي يبلغ اقتصادها  مجموع اقتصاد بلاد العرب مجتمعه  ، وتصرف زعماء كل من  بريطانيا وهولندا .(لا وجه للمقارنة طبعا  ) و إلى هنا كانت المقالة .

>>>

>>>>> ولم ينقضي أسبوع زمان حتى تعيش عدن ومدينه التواهي  الميناء التاريخية  ،يوما أسودا   جديدا  ،ملطخا بالدم و  البارود، ودوي قاذفات  الدبابات وأزيز الرصاصات بأنواعها ،مليان بالقتلى والجرحى مدنيين وعسكريين حتى الأبرياء لم يسلموا من الأذى  ،  ليعم الفزع في النفوس ،والدمار للأمكنة، والانتهاك  والترويع لحرمه وسكينه السكان القريبين من الحدث  أولئك الآمنين في منازلهم ،  اثر اقتحام بضعه مسلحين مقر القيادة العسكرية  للمنطقة الرابعة بكلها ؟ ؟

>>>>> ولم تكد تهدءا نفوس سكان المدينة حتى تفجع  وتفزع في اليوم التالي على صوت  انفجار وصراخ زهره بشريه ترددت أصداءها في  جنبات الصخر والبحر واستنكرتها مسامع البشر ، لأنه تم   استهداف  أمراءه اسمها  زهراء صالح حين تعمد  معدومي الضمير والإنسانية قتلها وهي تركب حافلة نقل عامه برمي قنبلة ،لتصيبها و ومن كان بجانبها بإصابات  خطيره  . والأنكى   من هذا العار ان يدعي احدهم ان الزهرة هي من حملت القنبله لتفجر نفسها  ؟

. امام   هذه الصور المتلاحقة  المتسارعه المتزاحمه المحزنة المزعجه القاتمه ،المتناقضه، وهذا الانحدارالاخلاقي والأمني   ،المريع ،  يبرز السؤال عن سر الجاهزية الامنيه  العاجزه امام ما يسمونهم (القاعده) والجاهزه  لقتل ( زهره   )ازعجتهم بل واعجزتهم .

. وانا في هذه الحال  من التأمل والحيره اذا بصوت ات من بعيد   يحمل الأسى ويردد  على مسمعي     ( واطمبشي عاده عشي والصبي ما رقد شي )، وإذا بالصوت   الأخر  يرد  ( يا قافله عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس )  وإذا بزامل شهير يردد هو الأخر  :

>>>>>       خرجــــنا من نكد وانه تلقانا نكــد = وان النكد من حيث ما جينا يلاقينا

>>>>>

>>>> لكن الخالدي قام  ليقول :

>>>> الخالدي قال شائف من ذل شل الفساله

>>>> والعافية من بغاها ما باتجي بالسهاله

>>> وحق بعده مطالب ذي بايواصل نضاله

>>> ما يعتبر حق ضائع غطت عليه الجواله

ى