fbpx
المستحيل في أحلام العاجز !

اثناء زيارته لعدن   كرئيس للوفد الطبي الهندي لمجموعه ابولو شاءت الصدف ان  نلتقي بالدكتور وليد البكيلي  ابن  مدينه الشيخ عثمان بعدن   ، احد الطيور المهاجرة  الى بلاد الهند والمستقر فيها منذ ٢٦ عاما ،الطبيب والباحث بطب الأطفال والأسره ، مسؤول الشرق الاوسط  والخليج العربي  لمجموعه ابولو ،والذي زارنا  في مقيلنا برفقه الدكتور محمد الربادي  مديرا لقسم الطبي  بمستشفى النقيب بعدن ،في منزل الصديق المهندس حسن البكري  بحضور المهندس علي بن شجاع ، والدكتور علي علوي ، استشاري العيون ، والدكتور محمد يحي ناشر اختصاصي  العيون ايضا ، والمحامي قاسم بن عفيف ، ومع ان الوقت الذي قضاه بيننا  كان  قصيرا  بحكم الازدحام في مواعيده ، الا انه استطاع ان يترك في نفوسنا حزمه مكثفة   من الانطباعات الايجابيه الجميله أولا.

 عن شخصه الودود  كطبيب أطفال لم يتجاوز الخمسين من عمره  ، متسما بالحماسة والرزانة و بالحيوية والطموح  والتفاؤل  ،  و سبق ان تشكلت لدي صوره مسبقه عنه من قبل الاخ العزيز احمد المجيدي محافظ لحج الذي حدثني عنه قبل عام حين زار الهند للعلاج وحظي  بمساعده هذا الدكتور المميز  والخلوق .  وثانيا الانطباعات  عن مهمته كمدير او كمنسق لعمل مجموعه مستشفيات  ابولو  الهنديه في الشرق الاوسط والخليج العربي ، وان يقود وفداً بهذا المستوى  اعتبره سابقه غير عاديه خاصه وانه آت من بلاد اسمها الهند ، بلاد المليار وما فوق من سكان العالم  والبلاد التي قال فيها  الطير المهاجر يحي عمرقبل أربعمائة عام :
يحـى عمـر قال ليـت الهنـد فـي يافـع     او ليتكم بارض يافع يا أهل هندستـان
ما كان أناشي من أهلي والبلد ضائـع     وان  سبتكم قال لي ذا القلب عـوّد الآن
وكــــم أنــــا بـالـمـراكـب نــــازلا وطــالــع   تلعب  بـي امـواج بحـر اللـول والمرجـان
ومن شرح الدكتور  أفادنا بانه قدم الى عدن  لتقديم بعض العروض الاستثمارية في المجال الطبي ، وسيسرهم  كثيرا ان يقدموا بعض الخدمات الطبيه المميزه والتي تفتقر اليها عدن واليمن ، خصوصا وان  مستشفيات ابولو لديها شبكات وفروع لا تقل عن اربع وخمسين مركزا ، في الهند ،   وعلاقات تعاون مع بعض  البلدان كما حصل مع العراق مؤخراً ،اضافه الى الاتفاقيات الخاصه لعلاج منتسبي بعض بلدان  الخليج العربي في اطار التأمين الشامل لرعاياها وموظفي مؤسساتها ،اثناء شرحه  كنا جميعنا في حال من الإنصات  ، لنصبح  أسرى لعجينة  من مشاعر الحسره و التعجب والتمنيات .
 الحسره للحال المحزن والمؤسف الذي نعيشه اليوم في عدن والجنوب عموما   ،التعجب لهذه الخطوه  التي تعكس النوايا الطيبه لكنها (لن تتم) لانهم  يعلمون او لا يعلمون   انهم في بلاد غير أمنه ومشحونه بالفساد ، أصبحت تصنف من قبل الامم المتحده ضمن الدول الفاشله بل والمنهاره ، وألمشموله بقرار لمجلس الامن  المتضمن البند السابع ، وما ادراك ما البند السابع ؟؟؟؟
ومن ابسط  الصور التي تعكس حال المعاناة والتردي   مثلا ان المريض الذي يريد يذهب للعلاج في الهند لم يعد بمقدوره الذهاب بسهولة كما كان عليه الحال قبل عام ، اذ يجب عليه ان يذهب  الى المركز  في (صنعاء)  لأخذ الفيزا كمريض او كمرافق ، وعلينا ان نتخيل معاني هذا الإجراء  والمعاناه التي يكابدها من به سقم او مرض ، بخاصه بعد ان ألغيت القنصليات والمكاتب الخاصه التي كانت تقوم بالمهمه في عدن ،ومع ذلك  داهمتنا بعض مشاعر السرور  ،  حين أفادنا  الدكتور بأنهم يسعون لفتح مكتب خاص في عدن لاجراء كل المعاملات ، لمن يود العلاج بالهند ، فاستبشرنا خيرا على قاعده تفاءلوا بالخير تجدوه. او قول الشاعر الطغراءي:
أعلل النفس بالآمال أرقبها       ما أضيق العيش لولا فسحه الأمل
لان المتفاءل يجعل الصعاب فرصا تغتنم كما يقولون ، خلاصه القول  وجدنا انه لا استثمار حقيقي في عدن او حضرموت او بلاد اليمن كدولة او أقاليم مستقلة،  بلا امن ، او إستقرار سياسي ، ورؤيه علمية حقيقية  وقيادة مؤهلة تنظر لمتطلبات شعبها قبل جيوبها ، هذا الكلام أكده على مسمعي احد أساطين ازدهار دوله الإمارات العربيه باماراتها  السبع، وهو بالمناسبه احد الطيور المهاجرة  من  مدينه التواهي  عدن منذ العام  ١٩٦٨، بحضور عدد من هامات السياسة و  المال والأعمال  المهاجرة ايضا ، الذي أضاف الى انه اذا ما توفرت الظروف فان عدن يمكن ان تصبح مثل غيرها من مدن المنطقه في غضون سنوات قليله ، وذلك اثناء حواره مع  احد الطيور العائدة الى موطنها بعد ان ً  تم تأهيلها في الولايات المتحده ليشغل موقعا في احد الاجهزه التنفيذية للدول المانحة ، والذي يمتلك نفس حماسه وآمال وطموح الدكتور البكيلي  وغيره من الطيور المهاجرة الكثيره والمنتشره  في أصقاع الارض  و التي تحمل بين ضلوعها  حنينا وفي ادمغتها أحلاما  لصنع وطن  جميل خال من  مظاهر التخلف  ،  واهمها الجهل  لانه أم الشرور وكما يقول الشاعر :
اذا ما الجهل خيم في بلاد.         رأيت اسودها مسخت  قرودا
 .
وهنا تدخل ا لشاعر الهندي العظيم  طاغور قائلا :
سال الممكن المستحيل : اين تقيم ؟
فاجاب : في احلام العاجز .