fbpx
قادة الحراك وقرارات هادي !

التعاطي الجنوبي دوماً مع ما يصدر من صنعاء سلبي , كثير من قيادات الحراك الجنوبي ترى أن كل ما يأتي من صنعاء أمور لا تعنيها , تتحدث وكأنها بمعزل عما يجري هناك أو انها شئون تخص دولة بعيدة في طرف الكرة الارضية الآخر ليس لها صلة بالقضية التي يناضلون من أجلها .
قد نجد العذر في لا مبالاة الشارع الشعبي بحكم انه لا يرى في واقعه تغيير مهما كانت القرارات لكن أن تتعامل النخبة مع الأمر بهذه الطريقة فأظن أنه قصور في طريقة أدائها وفهمها للمرحلة .
بالعموم فإي قرارات تأتي من صنعاء وتستهدف الشأن العام أمر يهم الحراك على الأقل بإعتبار الحق الجنوبي المسلوب مصادر في صنعاء وعند القوى المتنفذة فيها .
القرارات العسكرية الجريئة التي أتخذها هادي مؤخراً قد يراها البعض مضرة للحراك ومسار الثورة الجنوبية بإعتبار ان بقاء الجيش منقسم ومهزوز هو في صالحها فليس هناك عاقل يظن ان قوة خصمه سيصب في مصلحته , لكن في الجانب الآخر علينا أن نضع في اعتبارنا أن الجيش عندما يكون ولاءه لشخص واحد مستبد كما كان في ظل حكم صالح وخاضع لمزاجه يأمره فيقتل وبمكالمة هاتفية يتوقف هو أخطر من جيش وطني لن يغامر بقتل الشعب تنفيذاً لرغبة القائد وشهوته في القتل .
لا يوجد أخطر على قضيتنا من جيش بيد طاغية مستفرد يأمره فيطيع ويلوح له بالإذن فيقتل , هذه القوة كما صورها احدى المفكرين هي مفسدة للأخلاق , بشراستها وطاعتها العمياء تميت فكرة الإستقلال وتنصرف تماماً لتأييد الإستبداد المشؤوم , استبداد الحكومات القائدة لتلك القوَّة من جهة ، واستبداد الأمم بعضها على بعض من جهة أخرى .

مؤخراً قرأت تصريح صحفي لقيادي في الحراك و هو عسكري متقاعد ظننت أني سأجد فيه فطنة في تحليل هذه التغيرات العسكرية وكيف ستؤثر على المشهد العام الحالي والمستقبلي للحراك وثورته , لم أجد غير عباراة مأكولة ومستهلكة يرددها الجاهل قبل العالم , جملة تقول أن ” القرارات لا تعنينا في الحراك لأن قضيتنا قضية وطن محتل ونضال شعبنا من أجل تحرير ” .
طريقة التعاطي هذه لبعض قيادات الحراك هي هروب من الواقع المعاش وفهمه والتعامل المسئول معه , هي رغبة للعيش في اطار البيانات والتصريحات و مقايل القات , يا سادة , إذا لم تعنينا القرارات نحن , فمن هو الذي تعنيه ؟ واذا لم تؤثر على مسيرة ثورتنا بشكل أو بآخر فمن الذي يمنعنا من الوصول إلى الإستقلال ؟