المبادئ لا تتجزأ , السوء مرفوض والعدوان مدان والحق بين والحقيقة واحدة , رغبتنا وميولنا لا تبدل ولا تعكس القيم والاخلاقيات وان يحيق سوء بإي شخص حتى ولو كنا على تباين معه فلا يعني بالإطلاق ان نبرر هذا السوء او نتجنب إدانته , وبالمثل فإن إحراق سيارة الشيخ صالح بن حليس خطيب جامع الرضا ونائب رئيس رابطة علماء عدن هو عمل جبان يستحق الادانة والاستنكار .
الأمر يتجاوز خطره احراق سيارة , هي بلطجة تتعدى على قيم الحق والفضيلة , الفعلة وفاعلها تطاولوا على عدن بتطاولهم على رموزها الوطنية والاجتماعية .
الإدانة اذاً واجبة على الجميع ورفض الفعلة امر بظني مسلم به ولا يوجد عاقل يدافع عنها او يبحث لها عن مبرر , إن كنت تكابر فمن فضلك لا تدعي الشهامة والرجولة .. وسحقاً لمبادئك التي تدافع عنها .
إلى هنا كل شيء متفق عليه , الإختلاف يأتي في ما بعد ذلك , من يقف خلف احراق السيارة ومن دفع لذلك .؟
المتتبع لصفحات ناشطي حزب الإصلاح على شبكات التواصل الإجتماعي لن يجد غير استغلال سيئ لا يقل سوء عن الجريمة , يخيل اليك ان الفعلة لا تهمهم بقدر اهمية استغلالها للإساءة لقوى الحراك الجنوبي وتحميلهم وزرها .
تتفتق نباهة بعض الإخوة منهم حين يحاولون سرد بعض المؤشرات والقرائن التي ستثبت بظنهم وقوف الحراك وراء الفعلة , اليس المعروف ان الشيخ اصلاحي ؟ , الم تحدث الجريمة في المنصورة معقل الحراك في عدن ؟, اذاً انتهى الأمر , الحراك يقف خلف الجريمة , ثبتوا التهمة و ارسلوا المادة للنشر !!
الحقيقة ان الامور يجب ان لا تسير هكذا ويجب ان لا تخضع للمزاجية والآراء والخلفيات السياسية ,فكرهي للحراك لن يجعل من الحراك مجرم وحبي لغيره لن يستصنع منه “ملاك” , نحن نتحدث عن جريمة محددة لابد ان يخضع اتهامنا لمن ارتكبها الى مجموعة من الادلة والاثباتات لتقطع ” الشكشكة ” باليقين , وعند توفر اليقين هذا فيجب ان نظهر ادلتنا بعد ان تستبان الرؤية فهل لدى من يتهم الحراك او بعض انصاره ادلة على ما يقولوه ؟
يا سادة : التطلع في الفنجان وقراءة الكف ورمي الودع وضرب الحصى لا تفصل قضايا كهذه , نحن نحتاج لكلام موزون كلام عاقل بعيد عن المناكفات السياسة , دعونا نكون بحجم الحادثة وبحجم التجاوز الذي حصل فيها , جميعنا نتفق بإدانة الفعلة ورفضها و استنكارها فلا تفرقونا بإتهامات ( قصف عشوائي ) تلهينا عن اصل القضية وتدفع نحو تميعها .
وانا هنا استدرك واؤكد انني لا ابرئ احد ولا اخلي ساحة طرف , المسئولية عن الحادثة متشابكة , وساكون اكثر دقة بالقول ان الشباب الجنوبي المرابط في ساحة الشهداء ( على بعد امتار من موقع احراق السيارة ) عليه مسئولية اخلاقية في تتبع خيوط الحادثة والبحث عن من يقف خلفها خاصة في ظل تلاشي دور السلطات الأمنية , وحالما يتبن طارئ فإن الواجب على الشباب الكشف عن ذلك وان لا يتستروا عن شييء حتى ولو تبين لهم ان ما قد ينشروه قد لا يكون في مصلحتهم وفي الأخير لابد من تحقيق رسمي في الحادثة يكشف ملابساتها .
